أرجع عدد من المستثمرين بهيئة التنمية الصناعية هروب الاستثمارات من مصر خلال الفترة الماضية، إلى بيرقراطية التعامل مع المستثمرين، وافتقار موظفى الهيئة للخبرة اللازمة لإنهاء الإجراءات ، وهو الأمر الذى جعل تلبية طلباتهم أمرا يصل الى درجة الاستحالة، ويمتد إلى سنوات. وطالب الدكتور طارق جاد عضو مجلس إدارة جمعية مستثمرى منطقة برج العرب الصناعية بضرورة إعادة تفعيل الفروع الخاصة بهيئة التنمية الصناعية، على أن تنهى الإجراءات التى يحتاجها المستثمرون، دون إلزامهم بالسفر للفرع الرئيسى في القاهرة من أجل الحصول على ختم، أو الموافقة على طلب. وأشار إلى أنه على الرغم من وجود عدد من الفروع الخاصة بالهيئة بمختلف المحافظات، فإنها غير مفعلة، ووجودها لا يحقق الهدف المرجو منها. وأضاف جاد ل"الوطن" أنه رفع مذكرة عاجلة إلى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية للتدخل العاجل، لإنقاذ المستثمرين والاستثمار، مشيرا إلى أنه لا يتم تحقيق التنمية المطلوبة فى ظل وجود هيئة ساهمت فى هروب ألأستثمارات والمستثمرين من مصر . وأكد أن موظفى الفروع لا يوجد لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع المستثمرين، وهو الأمر الذى يتطلب سفر المستثمر إلى المركز الرئيسى للهيئة، والتعامل بسياسة الشباك الواحد، والذى يمتد الى طوابير تحتاج ساعات، وتمتد لأيام، بل وتصل إلى سنوات طويلة. وأكد على ضرورة إنتهاج سياسة جديدة للتعامل مع المستثمرين، حيث تسبب مسؤولو الهيئة فى توقف نسبة كبيرة من المشروعات والتوسعات بسبب طول المدة التى يحتاجها المستثمر لاستخراج التراخيص والموافقات اللازمة . وفى السياق ذاته أكد المهندس هانى المنشاوى عضو مجلس إدارة جمعية رجال أعمال الإسكندرية أن مركزية الهيئة فى التعامل مع المستثمرين تعتبر أهم العراقيل التى تواجه أى مستثمر يرغب فى تطوير مصنعه، أو الحصول على موافقات التوسع، وإدخال أى نشاط جديد، مشيرا إلى أن الموافقات التى تستغرق ساعات فى أى دولة متقدمة، تمتد لسنوات فى مصر، وهو الأمر الذى ساهم فى تراجع عدد كبير عن إقامة أى توسعات جديدة، نظرا لما وصفه ب"سوء الإدارة" التى لا تتوافق مع الفترة الحالية.