تصاعدت الأجواء الثورية بشكل متسارع وقوى للغاية فى كافة مدن ومراكز محافظة البحيرة، خاصة العاصمة دمنهور، التى شهدت خروج حشود جماهيرية كبيرة وغير مسبوقة، ازدحمت بها شوارع وميادين المدينة المعروفة بموقفها المناهض لجماعة الإخوان، وامتلأ ميدان الساعة «الثورة» عن آخره بالمتظاهرين الغاضبين، من كافة الفئات والاتجاهات والأعمار ومن الجنسين، حيث شاركت السيدات والفتيات بصورة مكثفة وقوية، قبل أن تنطلق منه مسيرة ضخمة وحاشدة جابت شوارع المدينة، فى اتجاه مبنى ديوان عام المحافظة بشارع عبدالسلام الشاذلى، الذى تم إغلاقه بأمر الشعب والثوار بالجنازير والأقفال، ومُنع العاملون من الدخول إليه لمباشرة أعمالهم، واعتصم الثوار بالحديقة المجاورة له فى خيام حتى رحيل «مرسى» وجماعته عن السلطة. قضت دمنهور ليلة حماسية فى الشوارع، وأمام مبنى ديوان عام المحافظة، الذى أصبح فى قبضة الثوار بشكل تام، راحوا يرددون الهتافات المناهضة لجماعة الإخوان ومرشدها ورئيسهم، وكان الهتاف المشترك بين الجميع «ارحل»، معلنين أن شرعية «مرسى» سقطت للأبد، ولا بد من عزله والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل مجلس رئاسى يدير البلاد، وتشكيل حكومة وطنية تضم الكفاءات لإنقاذ الوطن من الأزمات والمشاكل التى تلاحقه، بسبب فشل الإخوان فى إدارة شئون البلاد. أمام مبنى ديوان عام محافظة البحيرة، احتشد الآلاف من المتظاهرين والأهالى والشباب والسيدات، يهتفون بحماس غير مسبوق، مطالبين برحيل الرئيس مرسى وإسقاط جماعة الإخوان عن حكم البلاد، حقناً للدماء وإنقاذاً للوطن، وأعلنت منصة الثورة أمام مبنى المحافظة عن دعوة المواطنين والموظفين للعصيان المدنى فى كافة المدن والمراكز، وجميع المصالح الحكومية على مستوى المحافظة، كما أعلنت خلو منصب محافظ البحيرة لعدم الاعتراف بالمحافظ الإخوانى المهندس أسامة سليمان. الدكتور زهدى الشامى، أمين حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى بالمحافظة، قال ل«الوطن»، إن الملايين التى خرجت إلى الشوارع والميادين فى مسيرات ومظاهرات سلمية فى 30 يونيو، أسقطت بالفعل شرعية الرئيس مرسى، ولم يعد له مكان بين الشعب المصرى العظيم الذى قال كلمته، وأعلن عن إرادته بكل قوة وحضارة، فى مشهد غير مسبوق تابعه العالم بانبهار، مشيراً إلى أن العقل والمنطق يحتم على الرئيس مرسى وجماعته التنازل طواعية عن السلطة والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حقناً للدماء، لأنه ببساطة رئيس غير شرعى وأسقطه الشعب. وأضاف بقوله إن محافظة البحيرة أصبحت بلا محافظ، بعد أن أعلن الثوار خلو منصب المحافظ، الذى لم ولن نعترف به، كونه إخوانياً ينتمى لجماعة غير شرعية تحكم البلاد بشكل غير شرعى، ومن ثم فإن القوى السياسية وأحزاب جبهة الإنقاذ الوطنى والحركات الثورية والنشطاء، قرروا تشكيل لجنة من كبار العاملين بالديوان العام لإدارة شئون المحافظة، لحين تعيين محافظ يعبر عن القوى الثورية، بعد إعلان خلو منصب المحافظ. وليد الكفراوى، المتحدث الإعلامى باسم تحالف القوى السياسية والثورية برشيد، أعلن أنه تم إبلاغ رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة رشيد إبراهيم الشيمى، ببيان القوى الثورية بالدعوة للعصيان المدنى بدءاً من اليوم فى جميع المصالح الحكومية بالمدينة وبالأخص الوحدة المحلية عدا المستشفيات والحدات الصحية، وذلك حتى رحيل الرئيس مرسى عن السلطة. وفى الدلنجات، أعلن الدكتور محمود بلال، أمين حزب الدستور، استقلال المدينة عن حكم الإخوان، مشيراً إلى أن الثوار قرروا الاعتصام أمام مبنى الوحدة المحلية، وتنفيذ قرار القوى السياسية والثورية بالمحافظة بالعصيان المدنى وغلق مبنى الوحدة المحلية. وفى كوم حمادة، قال محمد سعيد، أحد الثوار، إن اعتصام النشطاء والشباب متواصل بحديقة المدينة بوسط كوم حمادة، حتى إسقاط حكم الإخوان، مشيراً إلى بدء تنفيذ العصيان المدنى حيث تم غلق مبنى الوحدة المحلية، وخلت إدارات التموين والتضامن الاجتماعى والتعليم وبنك التنمية الزراعى من بعض العاملين. وفى المحمودية، يتواصل اعتصام الثوار أمام مبنى الوحدة المحلية المغلق منذ أمس، كما هو الحال فى إيتاى البارود، ومعظم مدن ومراكز المحافظة.