كتبت القوات المسلحة كلمة النهاية لحكم محمد مرسى بناء على رغبة الشعب والثورة، وأمهلت مؤسسة الرئاسة الجمهورية 48 ساعة للاستجابة لمطالب الثورة والشعب، وقالت، فى بيان أمس، إن العالم أجمع شهد خروج شعب مصر العظيم ليعبر عن رأيه وإرادته بشكل سلمى وحضارى غير مسبوق، بعد أن عانى ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وأضافت «إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة سيكون لزاماً عليها استناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية، واحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها، بمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة، بمن فيها الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة، دون إقصاء أو استبعاد لأحد». وتابع البيان أن القوات المسلحة كطرف رئيسى فى معادلة المستقبل، وانطلاقاً من مسئوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن، تؤكد أنها لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم، ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب. وقال اللواء عادل المرسى، مساعد رئيس أركان القوات المسلحة، ل «الوطن»، إن مطالب الشعب واضحة وهى انتخابات رئاسية مبكرة، وإذا لم تتم الاستجابة لمطالب الشعب ستكون هناك سيناريوهات مختلفة، على رأسها عودة الشرعية الثورية وحل مجلس الشورى وتشكيل مجلس رئاسى وإصدار إعلانات دستورية وإلغاء الدستور. وأيد المتظاهرون بميدان التحرير ومحيط الاتحادية خطاب الجيش، مرددين هتافات: «الجيش والشعب إيد واحدة»، و«المحاكمة المحاكمة للعصابة اللى حاكمة»، وقال محمود بدر مؤسس «تمرد»: «إن الدور التاريخى للجيش هو الانحياز للشعب، والبيان يقول لمرسى (تنحَّى)»، بينما سادت حالة من الغضب الشديد داخل «رابعة العدوية»، حيث اعتبر «مؤيدو الرئيس» أن بيان الجيش انقلاب على الرئيس. ورددوا: «ياللا يا مرسى.. طهَّر طهَّر». وقال الدكتور أحمد رامى، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة ل«الوطن»: «لا تعليق على خطاب الجيش إلا بعد دراسته فى اجتماع للحزب». ورحبت جبهة الإنقاذ الوطنى ببيان القوات المسلحة، وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، القيادى بالجبهة، إن البيان جاء معبراً عن عقيدة الجيش الراسخة ومنحازاً للشعب وملايين المتظاهرين الغاضبين، واصفاً موقف الجيش ب«المتوقع»، واعتبر أن مهلة ال28 ساعة فرصة أخيرة ل«مرسى»، لكى يتقدم باستقالته ويدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، موضحاً أن ما تطالب به القوى الثورية والسياسية والشعبية هو نقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية وتشكيل حكومة إنقاذ بصلاحيات واسعة. وقال الدكتور عماد جاد، القيادى بجبهة الإنقاذ، إن بيان القوات المسلحة إنذار الفرصة الأخيرة ل«مرسى»، مشيراً إلى أنه إذا انتهت المهلة، دون استقالة «مرسى»، سيتدخل الجيش ولن يكون هناك خروج آمن لأى من رموز السلطة الحالية. كما رحب عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر بالبيان، قائلاً: «إنه انحياز لمطالب الشعب، وضياع مزيد من الوقت سوف يزيد الأمور سوءاً». أعلن حزب النور «السلفى» تأييده للبيان، وقال خالد علم الدين، عضو الهيئة العليا للحزب، إن بيان القوات المسلحة متوازن، وإن الجيش أنقذ البلاد من حرب أهلية.
