وجه النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب السابق، رسالة إلى الشعب المصري تحضيرا لمظاهرات الغد 30 يونيو، وقال أبو حامد في رسالة مصورة عبر موقع "يوتيوب"، "بسم الله الرحمن الرحيم.. الشعب المصري الكريم جماهير الثورة العظيمة، الأمة التي عرفت قدر حريتها وقررت ألا يعاد عليها يوم تضطر فيه إلى وضع هذه الحرية المكتسبة في ميزان مقابل أي شيء مهما غلا، الأمة التي دفعت دماء الشهداء ثمنا لما حققت ووضعت دماء أبنائها رهانا لمستقبل هذا الوطن، أحييكم وأؤدي لكم فريضة الاحترام والتقدير". قال أبو حامد، "نحن اليوم نعيش وقتا يحكمنا فيه نظام يحكمه الفشل وتحركه أهواء فئة قليلة ومصالحها في الاستمرار في السلطة وينخر في التركيبة الفريدة لهذا الشعب من الداخل ويهز قيمة كل ما له قيمة له في الخارج، نظام يفعل فعل المحتل الأجنبي وينتهج فسلفته في التخريب من الداخل، فيبث الفرقة في الصفوف ويربي الفتنة ويغذيها بالكراهية، ويغيب المصالح الاستراتيجية لأمة بأكملها ليغلب مصالح ضيقة لنفسه وأهله وعشيرته، ليؤكد أنه خصم فاشل كما أثبت في الثورة أنه شريك خائن، ولقد اتخذتم بأنفسكم قرار بالاحتجاج على ما تدنى إليه الحال منطلقين من إرادة ثورة 25 يناير وأهدافها، ولا يخفى عليكم أنكم تواجهون جماعات فاشية تنتحل الدين السمح وسيلة لإجرام عقدي هو أخطر أنواع الإجرام، وإذا كان الإجرام العقدي الصفة الأولى لهذه الجماعات الفاشية فالصفة الثانية الملازمة لهؤلاء هي الجبن، حيث تتبخر قوتهم وتفشل ريحهم وتنهدم أصنامهم إذا واجهتهم قوة حقيقية صادقة كقوتكم، فيتشتتون إذا تماسكتم.. فتماسكوا، وينكسرون إذا اتحدتم.. فلا تفرقوا، وتنغلق عقولهم وقلوبهم على أفكار العنف ويعودون إلى جحورهم إذا عدتم أنتم إلى شوارعكم وميادينكم التي صنعتم فيها أعظم انتصاراتكم وعلمتم فيها العالم كيف تفرض الحرية بالإرادة الشعبية الموحدة الصادقة، وما ضاعت قطرة دم لشهيد هباء وما أهدرت قطرة عرق لمناضل وما ذهبت كلمة حق قالها أصحاب الحق وما فشلت ثورتكم الأولى، وإنما هكذا قالوا ليقتلوا فيكم ثورتكم الثانية عليكم، فعودوا كما كنتم والزموا نهجكم السلمي وكونوا يد بيد، وكتفا بكتف على قلب مصري واحد ولا تنتظر مخلصا أيا ما كان فأنتم أهل الخلاص وفرعه ولا تنتظروا النجاة من إرادة غير إرادتكم فأنتم دافع النجاة وإرادتها". وأضاف أبو حامد، في كلمته مخاطبا المصريين، "لا أدعوكم إلى ثورات وإنما أنضم إليكم لثورات أنتم دعيتم لها، وأتمنى أن تقبلوني معكم، ولا أدعى أنني أمثل فيها أحدا أو أقود فيها أحدا إنما أمثل نفسي وأشارككم، وأدعوكم إلى تجديد نيتكم الثورية لتعود نقية متصالحة متزنة محافظة على الوطن وممتلكاته وصورته أمام العالم، ولا تكرروا الأخطاء التي ارتكبناها كقوى وطنية في السابق، وهي أخطاء نعترف أننا عرضنا بها مصالح هذا الشعب لمخاطر لم تكن في كل الحالات مخاطر مدروسة، علينا أن نكون من الأمانة أن نعترف بأخطائنا ونعتذر عنها، لمن يقبل منا اعتذارا، ونعمل ما استطعنا للتعلم من دروسها وإصلاح ما يمكن إصلاحه منها، وعليكم أنتم ألا تكرروها". وتابع أبو حامد قائلا "لقد كتب عليكم أن تثوروا على الظلم لتقيموا دولة الحق والعدل والحرية، كما كتب عليكم أن تصلحوا ما أفسدناه، إما بعدم تجرد نيتنا للقضية الوطنية أو بسوء فهمنا وغياب الدقة عن مفاهيمنا وتعريفاتنا أو بانجرافنا وراء ما وضعته فينا الجماعة الحاكمة من كذب وضلالات فرقتنا وأصبحنا فرادى أو جماعات ضئيلة يتصيد كل منا للآخر الأخطاء ويسخّر كل منها نفسه لهدم ما يبنيه الآخر وتسفيه ما يقول وتخوين مايكن في ضميره وإن كان لنا ولكم عزاء فعزاءنا أننا شعب حديث العهد بالحرية ما زلنا نسير في مسالكها المجهولة بالنسبة لنا، وما زال كل منا يسبق الآخرين في سبيلها ببراءة التجربة الأولى التي لا تخلو من الأخطاء، وأخيرا فإن دماءكم وممتلكاتكم ومؤسساتكم عليكم حرام، فصونوا ما اؤتمنتم عليه ولا تفرطوا فيه إلا لحاجة هي أعلى وأسمى، ولا أعلى من الوطن ولا أسمى من حريته". واختتم أبو حامد كلمته، "وفقني الله وإياكم إلى ما فيه صالح هذا الشعب ورفعة هذا الوطن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. المواطن محمد أبو حامد".