خلاف بين شخصين بقرية عرب الكلابات بمركز الفتح بأسيوط، حدث فى وقت متأخر من مساء أمس الأول، أدى إلى نشوب معركة بين عائلتين استخدمت فيها الأسلحة النارية والقنابل اليدوية، استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس أسفرت عن احتراق 35 منزلاً، و6 قراريط مزروعة بالقمح، ونفوق العشرات من رءوس الماشية. بدأ الخلاف عندما قام عبدالعظيم مبارك أحد أبناء عائلة «حمد» بإحضار «بلوك أبيض» لبناء منزل له وسط أرضه التى يملكها، فاعترضه أحد أبناء عائلة «الخضايرة» ونشب خلاف بينهما، قام على أثر ذلك أحد أفراد العائلة الثانية بإطلاق عيار نارى فى الهواء، أدى إلى اشتباك أفراد العائلتين وتبادلا إطلاق الأعيرة النارية من كل الجهات. أسفر تبادل إطلاق النار عن إصابة سيدة من عائلة الخضايرة، رفضت الإبلاغ عن إصابتها، بالإضافة إلى رجل من العائلة نفسها، هارب من السجن، وامتدت النيران إلى قطعة أرض مجاورة مساحتها 6 قراريط مزروعة بالقمح، بالإضافة إلى نفوق العشرات من رءوس الماشية التى كانت داخل المنازل المحترقة. انتقلت 15 سيارة إطفاء لإخماد النيران التى التهمت جميع محتويات المنازل، وتمكن رجال الحماية المدنية من السيطرة على الحريق بعد 5 ساعات من اندلاعه بمساعدة أهالى القرية. من جانبه، أكد مصدر أمنى بالحماية المدنية ل«الوطن» أن سيارات الإطفاء تحركت فور تلقى البلاغ، وتمكنت من محاصرة النيران والسيطرة عليها خلال وقت وجيز، لكن أكوام القش والأخشاب المتراكمة على أسطح المنازل، ساهمت فى امتداد النيران بسرعة عالية إلى المنازل وزراعات القمح المجاورة، فضلاً عن انفجار أسطوانتى بوتاجاز داخل أحد المنازل، مما جعل عملية الإطفاء تستغرق وقتاً أطول، فى الوقت الذى عززت الأجهزة الأمنية بأسيوط تواجدها بمكان الأحداث، حتى تحولت القرية إلى ثكنة عسكرية، بعد أن طوقت سيارات الأمن المركزى مداخل ومخارج القرية تحسباً لتجدد الاشتباكات مرة ثانية بين العائلتين، ويكثف رجال المباحث من تحرياتهم لتحديد المتهمين والقبض عليهم، وإحالتهم للنيابة التى تتولى التحقيق. فى السياق ذاته، قال جمال راتب سلامة، موظف بجامعة الأزهر، وأحد أهالى القرية إنه شاهد عيان على الأحداث، وأوضح أن 4 سيارات شرطة حضرت إلى القرية، ولم تصل إلى مكان الحادث، ورفضوا الدخول إلى مكان الحريق، وفضلوا النزول كضيوف على عمدة القرية، كأنهم يقولون: «خليهم ياكلوا بعض».