أكدت قيادتا حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة صور بجنوب لبنان على ضرورة تحييد الوجود الفلسطيني في لبنان عن التجاذبات السياسية اللبنانية وعدم التدخل في الخلافات الداخلية التي تأخذ البلاد إلى صراعات مذهبية. وشددت القيادتان في بيان مشترك عقب اجتماع عقدته اليوم، على تغليب المصلحة الوطنية للشعبين اللبناني والفلسطيني. وبدورها أكدت حركة "أمل" وقيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل العرب باعتبارها تمثل جوهر الصراع العربي الإسرائيلي والتي يجب أن تبقى دائما في مقدمة سلم الأولويات العربية. وأثنت حركة أمل، في بيان مشترك عقب اجتماع تم عقده بينهما اليوم، في مقر سفارة فلسطين في بيروت على موقف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وأدائها لجهة النأي بالنفس عن الصراعات والتجاذبات اللبنانية الداخلية. وجددت الحركة التزامها بالقضية الفلسطينية ودعم مسيرة نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا في عام 1948. من جانبه أكد وفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة أمين سرها في لبنان فتحي أبو العردات على التزام تعليمات القيادة الفلسطينية وقراراتها وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بدعم وحدة لبنان واستقراره الأمني مشددا على أن المخيمات الفلسطينية لن تكون إلا عنصرا إيجابيا فاعلا مدافعا عن لبنان إلى جانب اللبنانيين في وجه أي مؤامرة تستهدف وحدة أراضيه وشعبه ومؤسساته. وفي هذا الإطار نفى مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا صحة الشائعات التي يتم ترويجها حول مخيم عين الحلوة خلال أحداث منطقة عبرا في مدينة صيدا. واعتبر أن هذه الشائعات تهدف إلى النيل من الموقف الفلسطيني ومن مخيم عين الحلوة محذرا من أن هناك بعض الجهات التي تتربص بالشعب الفلسطيني وتريد زجه في أتون الصراعات الدائرة في لبنان بهدف حرفه عن قضيته وتصفية قضية اللاجئين وإسقاط حق العودة. وأوضح أنه منذ بداية الأحداث في منطقة عبرا تم التواصل مع كل القيادات المعنية في مدينة صيدا ومع قيادة الجيش بهدف تحييد المخيم مشيرا إلى أنه يجري العمل حاليا على ترسيخ ما تم التوافق عليه لجهة حفظ أمن المخيم والجوار وتعزيز القوة الأمنية التي انتشرت في منطقة تعمير عين الحلوة بموافقة الجميع لعدم السماح بتكرار ما حدث مؤكدا أن اللقاءات مع كل الفرقاء في المخيم وفاعليات مدينة صيدا ومع قيادة الجيش لا تزال مستمرة لحفظ أمن المخيمات والجوار.