في تقرير موسع بالواشنطن بوست كتب إريك شميدت وهيلين كوبر أن تحذير الإدارة ودول غربية أخرى كان له تأثيره على الجيش ليتجنب إراقة الدماء في قضية الرئاسة، كما يرى كثير من المحللين، وأضاف التقرير أن عددا من النواب الأمريكيين حذروا من تدهور العلاقات القائمة بين واشنطن والجيش المصري منذ عقود للخطر إذا أصر الجنرالات على تأجيل نتائج الانتخابات، وأن وزير الدفاع ليون بانيتا كان على اتصال مع المشير حسين طنطاوي، فيما تحدث رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي هاتفيا مع الفريق سامي عنان مرتين يومي الاثنين والجمعة، وقال مسئول عسكري رفيع المستوى إن المكالة دارت حول "الانتخابات والقضايا الأمنية في سيناء"، والتزمت الإدارة عدم التصريح بمواقف علنية حسب نصحية السفيرة الامريكية في القاهرة آن باترسون لكبار المسئولين في واشنطن بعدم إثارة الموضوع في تصريحات علنية، خوفا من تفاقم الوضع المتوتر بالفعل نتيجة سياسة حافة الهاوية المتبعة حاليا في القاهرة". وأضافت الصحيفة أن بيان البيت الأبيض (الأحد) أكد "وقوف الولاياتالمتحدة مع الشعب المصري لتحقيق تطلعاته نحو الديمقراطية والكرامة"، لكن هذه الاستراتيجية عالية المخاطر لأن المستفيد الأكبر منها هو جماعة الاخوان المسلمين التي لا تتطابق أهدافها بالضرورة مع مصالح الأمن القومي الأمريكي، حيث قال إدوارد ووكر الابن سفير الولاياتالمتحدة السابق في مصر أنه "سيكون من الصعب علينا التعاون مع جماعة الاخوان، خاصة أننا تجاهلناهم وشاركنا في استبعادهم على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وقال السناتور الديموقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية جون كيري، خلال زيارته الأخيرة إلى مصر أمس الأحد، إن مرسي أعلن التزامه بحماية الحريات الأساسية، كحقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير والتجمع، وأعرب عن تفهمه أيضا لأهمية العلاقات مع أمريكا وإسرائيل ما بعد الثورة، واستدرك كيري قائلا "لكن في نهاية المطاف... الإجراءات أهم كثير من الكلمات". وقالت الواشنطن بوست أن نتيجة الانتخابات جعلت البيت الأبيض يشعر بالارتياح لكنه ما زال يتابع الموقف، فقد بدد الإعلان عنها مخاوف الادارة من أن لجنة الانتخابات قد تلغي نتيجة التصويت وتعلن فوز أحمد شفيق، مما قد يؤدي لإثارة احتجاجات عنيفة بين المتظاهرين الذين احتشدوا في ميدان التحرير، ومع نزع فتيل الخطر -مؤقتا على الأقل- دعا البيت الابيض محمد مرسي "لتعزيز الوحدة الوطنية بالتشاور مع جميع الأطراف في تشكيل الحكومة الجديدة"، وبعث بإشارة إلى الجنرالات بأنه "يتطلع الى استكمال عملية الانتقال إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا." وفحوى الرسالة كما يقول روبرت مالي، مدير منطقة الشرق الاوسط في مجموعة الازمات الدولية، هي "إلى كلا الطرفين: تجنبوا الفوضى من فضلكم"، فالأولوية بالنسبة للولايات المتحدة هي أن تتم عملية الانتقال بسلاسة وبدون عنف وبأقل قدر من عدم الاستقرار، لكن أمريكا لا يمكنها السيطرة الكاملة على الأحداث وهي تشك في جميع الاطراف في مصر". وأضافت الصحيفة أن الأزمة الحالية في مصر وضعت الرئيس أوباما، الذي تحدث هاتفيا مع مرسي وشفيق، في موقف حرج: فالفائز ينتمي لمعسكر يعادي أمريكا منذ وقت طويل، والمهزوم ينتمي لمعسكر حليف لأمريكا منذ زمن طويل أيضا، وفي اتصال البيت الأبيض (الأحد)، كرر ما فعله يوم الجمعة أيضا، من مطالبة الجيش المصري بسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا، وواصلت إدارة أوباما دفاعها عن الشارع العربي وعن جماعة الإخوان المسلمين"، لكن الإدارة أشادت في الوقت نفسه بالعسكرية المصرية التي حمت على مدار 30 عاما أحد مصادر القلق البالغ لأمريكا في الشرق الأوسط: معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، لكن عددا من المحللين يرون أن اعتراف الجيش بمرسي رئيسا ليس إلا مسألة رمزية لا تلغي الإعلان الدستوري الذي يجرد الرئيس الجديد من معظم صلاحياته، حسبما كثير من المحللين.