توقع السفير الإثيوبي لدى مصر "نقلة كبيرة" في العلاقات بين البلدين وتبادل الزيارات على مستوى عال. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير الإثيوبي محمود درير غيدي لموقع "والتا" الإثيوبي، القريب من الحكومة الإثيوبية، في خطوة تدعم التقارب بين أديس أباباوالقاهرة عقب أزمة بينهما على خلفية سد النهضة الذي تخشى مصر أن يقلص حصتها من مياه النيل. وقال السفير الإثيوبي "إن سد النهضة الذي تبنيه بلاده لن يكون مصدر توتر بين أديس أباباوالقاهرة". وأشار غيدي إلى حدوث "تقدم كبير" في مصير العلاقات بين مصر وإثيوبيا، منوها إلى أن البلدين سيتفيدان بصورة كبيرة من سد النهضة. وشدد على أن بلاده لن تلحق أي أضرار بدولتي المصب، وقال إن البلدين الصديقين إثيوبيا ومصر، الي جانب السودان، يستطيعون إيجاد حلول مشتركة مبنية علي "الحق والطريق السليم الذي أسس له وزيرا خارجية البلدين" الإثيوبي تدروس ادحانوم، والمصري محمد كامل عمرو خلال اجتماعهما الذي جري في أديس أبابا قبل أسبوع. وتوقع السفير الإثيوبي حدوث ما وصفه ب"نقلة الكبيرة" في العلاقات بين البلدين وتبادل الزيارات علي مستوى عال لتوسيع مجال التعاون بينهما بما يسهم في تعزيز التعاون داخل دول حوض النيل. ويسعى السودان حاليا إلى عقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس عمر البشير بنظيره المصري محمد مرسي إلى جانب رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام، وفق مصادر دبلوماسية مطلعة تحدثت للأناضول في وقت سابق. وأضاف "غيدي" أن موقف إثيوبيا، كان ولا يزال، مبنيا على "شفافية العمل وصدق التعامل بهدف تحقيق التقارب وفتح طرق الحوار الإيجابي البناء". وقال إن الحوار هو الطريق الوحيد للوصول الي تحقيق الإستفادة النهائية لكل الأطراف. وامتدح العلاقات الإثيوبية - المصرية القائمة "منذ فجر التاريخ"، منوها بما وصفه ب"الروابط الوثيقة والقيم الروحية والتاريخية المتأصلة بين البلدين". ويرى المراقبون أن تصريحات السفير الإثيوبي لدى مصر تحمل رسائل متعددة للداخل والخارج بأن بوادر الأزمة الصامتة بين القاهرةوأديس أبابا في طريق النهاية ووقف التراشق الإعلامي وإتاحة الفرصة للدبلوماسية في البلدين. وفي ذات السياق، استمر التليفزيون الرسمي الإثيوبي في نشر تقارير تعكس تجاوز مصر وإثيوبيا الأزمة العابرة. ونقل التلفزيون زيارة سفراء دول حوض النيل لدى إثيوبيا، إلى ولاية بني شنقول جمز موقع سد النهضة والذي نظمته وزارة الخارجية الإثيوبية أمس السبت، في خطوة تهدف إلى تعزيز بناء الثقة وتؤكد الشفافية في سبيل تفعيل التقارب مع القاهرة. وقال السفير المصري لدى إثيوبيا محمد إدريس، في تصريحات للصحفيين خلال زيارة الموقع، إن بلاده تقف إلى جانب الشعب الإثيوبي في التنمية والاستقرار، كما أنها تدعم أي مشاريع انمائية "لا تلحق أضرارا" بأي دولة من دول حوض النيل وخاصة دولتي المصب. وأعلنت إثيوبيا شهر مايو الماضي، بشكل مفاجئ البدء في تحويل مجرى النيل الأزرق، أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، إيذانا ببناء سد النهضة، الذي تقول مصر إنه سيؤثر على حصتها من المياه وقدرة السد العالي بأسوان على توليد الكهرباء، وهو ما تسبب في إندلاع أزمة دبلوماسية بين البلدين. غير أن حدة الأزمة تراجعت قليلا عقب زيارة أجراها وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، الأسبوع الماضي لأديس أبابا، وأجرى خلالها مباحثات مع مسؤولين إثيوبيين وصفها ب"البناءة"، مشددا على أن زيارته "نجحت في إعادة العلاقات الطيبة إلى مجاريها".