أعلنت الأحزاب والقوى السياسية فى المؤتمر الذى عقدته أمس تحت عنوان «ما بعد رحيل مرسى»، أنه لا تراجع عن إسقاط النظام الحالى الذى قسّم الشعب إلى مسلمين وكفار. حضر المؤتمر عدد كبير من رموز المعارضة، على رأسهم الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى، وحمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى، والدكتور أحمد البرعى، الأمين العام لجبهة الإنقاذ، والدكتور عمرو حمزاوى، رئيس حزب مصر الحرية، والدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى الشرق الأوسط، والدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار، والدكتور سمير مرقص، المستشار السابق لرئيس الجمهورية. وقال «البرادعى»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن» على هامش المؤتمر: إنه لم يوقع على استمارة حملة تمرد لسحب الثقة من «مرسى»؛ لأن الحملة ملك شباب الثورة والشعب المصرى، مضيفاً: «الشعب ثار على النظام بعد أن وجده متجاهلاً لمطالب الثورة، وعلى رأسها تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية»، مؤكداً أنه رفض التوقيع على الاستمارة حتى لا تتحول الحملة لصراعات بين كيانات وأشخاص ويتجاهل الجميع مطالب الشعب والتى تتمثل فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ودستور توافقى. وطالب خلال المؤتمر الذى نظمه عدد من القوى السياسية والحزبية لعرض رؤى المعارضة للمرحلة الانتقالية، الرئيس مرسى بتقديم استقالته ليمنح الفرصة للشعب المصرى فى تحقيق أهداف الثورة وبناء نظام جديد على جميع الأصعدة، مشدداً على ضرورة توجيه الشكر لشباب حملة تمرد، موضحاً أن الحملة أعادت الثورة للشعب الذى أقبل عليها بعد أن وجد أن الثورة سُرقت من أصحابها، قائلاً: «الاقتصاد الآن منهار.. والأمن غير موجود على الإطلاق.. والسياسة الخارجية لا أستطيع أن أجد لها وصفاً»، مضيفاً: «النظام فشل فى إدارة البلاد بامتياز، وقسّم الشعب على أساس دينى (مسلمون وكفار وكفار جدد ومسيحيون)». من جانبه، قال حمدين صباحى: إنه لا يمكن الموافقة على ترك الوطن فى يد الإخوان، خصوصاً بعد انقضاضها على ثورة يناير، مضيفاً: «نثق فى الشعب المصرى، الذى أعطى لحركة تمرد ما يجعلها مثالاً لعودة الروح الثورية، فى 30 يونيو، وبداية لموجة جديدة لن تقف حتى تكمل الثورة أهدافها لإنهاء الاستبداد وفتح الباب لحرية مكتملة». وأضاف خلال كلمته بالمؤتمر: «سننزل بشتى المحافظات فى 30 يونيو، رافعين شعار السلمية، ولن نعود للبيوت حتى نحقق أهدافنا المتمثلة فى سحب الثقة من النظام الحالى وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة». وأوضح «صباحى» أن المعارضة تملك رؤية محددة بشأن إدارة المرحلة الانتقالية التى تعقب سحب الثقة من مرسى، قائلاً: «المرحلة الانتقالية يجب أن تستغرق 6 أشهر يجرى العمل خلالها على تحقيق الأمن وتوفير الوقود وإعداد دستور توافقى يعقبه انتخابات رئاسية وبرلمانية»، مناشداً القوى السياسية نبذ الفرقة والتوحد لحين إسقاط النظام الإخوانى. واستطرد: «سنكون جميعاً تحت قيادة تمرد وروحها، وسنكون موحدين، وسنقدم ما ينبغى من تضحيات لتوحيد الصف طالما كان الثمن ما نرغب فى تحقيقه»، مشدداً على أن فعاليات 30 يونيو الجارى ليست بهدف إقصاء أى فصيل سياسى وإنما لتصحيح المسار الثورى وسحب الثقة من النظام الإخوانى بعد أن انقلب على مطالب الثورة. من جانبه، طالب الدكتور محمد غنيم، الشعب المصرى بالتوحد فى 30 يونيو والحشد فى جميع المحافظات حتى إسقاط النظام الإخوانى، مشدداً على ضرورة الاستعانة بالنقابات العمالية وطرح رؤية سياسية محددة لإدارة الأزمة. شهد المؤتمر استعراض رؤى المعارضة بشأن إدارة المرحلة الانتقالية، خصوصاً فيما يتعلق بملف الأمن الداخلى والعدالة الاجتماعية وإدارة أزمة سيناء، ووضع خطة لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار.