20 عاماً مضت على إنشاء ما يقرب من 35 ملعباً مفتوحاً أقامها الدكتور عبدالمنعم عمارة محافظ الإسماعيلية ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الأسبق، بهدف إفساح المجال لإقامة وتنظيم مباريات فى أربع لعبات شعبية هى كرة القدم والسلة والطائرة واليد، إلا أن الإهمال وعدم قيام وزارة الرياضة بمتابعتها وصيانتها أدى إلى تدميرها، ومنح الفرصة لانقضاض البعض عليها حتى تغيرت ملامحها، وبات من الصعب تصنيفها على أنها ملاعب رياضية، «الوطن» قامت بجولة للوقوف على حالة هذه الملاعب ونقل صورة حية لما أصابها من خراب ودمار وتحولها إلى «أوكار» تخدم أغراضاً أخرى غير الشباب وبعيداً عن الرياضة. جولتنا لكشف المأساة التى نهديها إلى وزير الرياضة العامرى فاروق شملت الملاعب المفتوحة بمحافظة الإسماعيلية (المنطقة الأولى تمليك طريق «الكاكولا» بحى ثالث، وملعب بجوار رئاسة حى ثانٍ بالإسماعيلية، وملعب أمام مسجد الصالحين حى ثان، وآخر بالمرحلة الخامسة حى ثالث، ثم ملعب بالمنطقة الثانية حرفى بجوار مسجد عثمان بن عفان بحى ثالث، ومروراً بملاعب أمام مركز للأيتام بمنطقة التمليك المتطوربحى ثالث، وبحى السلام، وملعب بمنشية الشهداء حى ثان، وملعب بمنطقة «نفيشة»). وتبدأ قصة إهمال هذه الملاعب من سنوات، حيث استغل المحافظون الذين تعاقبوا على الإسماعيلية وآخرهم المحافظ السابق اللواء محمد جمال إمبابى، غياب الرقابة والإشراف عليها من قبل وزارة الرياضة وعدم وضع أجندة واضحة تسمح للشباب باستغلالها إلى نقل تبعيتها من الوزارة إلى المحافظة، وقامت المحافظة مؤخراً ببناء عدة أسواق على عدد من الملاعب منها ملعب مفتوح بحى السلام بنهاية شارع المستشفى «حى ثان الموقف» وأقامت عليه 180 «فرش» للخضراوات والفاكهة وتأجيره لعدد من المواطنين نظير مبلغ 60 جنيهاً شهرياً. ومنح تصرف المحافظة بالتعدى على الملاعب وتدميرها إضافة إلى غياب الرقابة الشجاعة للمواطنين، الفرصة للاستيلاء على باقى الملاعب فقام مواطن بتحويل الملعب المقام أمام مكتبة المحافظة التى بالمناسبة ما زالت تحمل اسم «سوزان مبارك» بميدان عثمان أحمد عثمان فى نهاية الشارع التجارى بحى الشيخ زايد وملعب بالمنطقة الأولى بنفس الحى وتحويلهما إلى محلات «جزارة» لبيع الفشة ولحمة الراس تحت شعار «لا رياضة ولا يحزنون.. والعقل السليم فى الجسم التخين». كما تم بناء مكتب للبريد ومحل للجزارة ومخبز للعيش البلدى على قطعة الأرض المخصصة للملعب المفتوح برئاسة حى ثان بالإسماعيلية بناء على مطلب أهالى الحى، الذين فضلوا ذلك هرباً من استغلال الملعب من قبل أبناء الليل بالشكل الذى يهدد حياة أبنائهم. ومن أمام الملعب المفتوح بمنشية الشهداء حى ثان بمدينة الإسماعيلية، يروى مواطن بسيط يدعى عم إبراهيم قصة الملعب وتحوله إلى مأساة ويقول «زمان كان الملعب ده مخصص للعب كرة القدم عليه، لكن إهمال المسئولين دفع الأهالى إلى التعدى عليه وتحويله إلى سوق بالنهار ووكر لبيع المخدرات والدعارة بالليل، إحنا بصراحة مخنوقين ومش عارفين المسئولين بالدولة بيعملوا إيه بالظبط». ويلخص أحد المواطنين ممن قاموا بالاستيلاء على الملاعب ويقوم حالياً ببيع الخضراوات والفاكهة على أحد الملاعب، الأمر بقوله: «كورة إيه وكلام فارغ إيه؟ أنا عندى ثلاثة أولاد مش لاقيين شغل وما صدقت لقيت المكان ده عشان أجيب منه 40 أو 50 جنيه يومياً»، متابعاً «عمليات البناء تتم خلال الفترة الحالية لاستكمال الأسواق». من جانبه أكد الدكتور عادل رضوان وكيل وزارة الشباب والرياضة بالإسماعيلية أنه خاطب العامرى فاروق لإرسال لجنة لمعاينة مواقع الملاعب المفتوحة والوقوف على الحالة التى وصلت إليها تمهيداً لنقل تبعيتها مرة أخرى إلى وزارة الرياضة ليتم تحقيق الأهداف التى أقيمت من أجلها. وأشار رضوان إلى أنه قام بتشكيل لجنة هندسية من الجهة الإدارية لمعاينة الأراضى الخاصة بالملاعب المفتوحة، ورفع تقرير خاص بها لوزير الرياضة مع إرسال لجنة للتأكد من أحوال الملاعب.