قالت آن باترسون، السفيرة الأمريكية فى القاهرة: إن الإدارة الأمريكية لن تضغط بالرحيل على الرئيس محمد مرسى خلال الاحتجاجات المعلن عنها يوم 30 يونيو الجارى؛ لأنه مختلف عن الرئيس السابق حسنى مبارك فى أنه رئيس منتخب بإرادة شعبية، لكن إذا أرادت المعارضة إسقاطه فيكون من خلال صندوق الانتخابات. وأضافت، خلال لقائها مع عدد من ممثلى القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى، الذى عقُد بمقر مركز ابن خلدون بالمقطم مساء أمس الأول، أن الإدارة الأمريكية تتعامل مع الإخوان فى جميع المجالات لأنهم فى الحكم الآن، مشيرة إلى أن البعض قد يعارض هذا، لكن واشنطن تتعامل مع الواقع، خصوصاً أنها سبق أن أعلنت أنها ستتعامل مع من سيفوز بالانتخابات عقب الثورة. وأوضحت السفيرة الأمريكية أن جميع القوى السياسية، بما فيها الإخوان، كانت لها اتصالات بأمريكا عقب ثورة 25 يناير، قائلة: «بعد 30 عاما من القمع السياسى، فإن مصر تحتاج لمزيد من الحرية للمواطنين، لكننا نحتفظ باتصالاتنا مع من هم خارج السلطة الآن لأنهم قد يكونون قادة المستقبل ولزاما علينا التواصل معهم». وحول علاقة الإدارة الأمريكية ب«الإخوان»، قالت «باترسون»: «إن علاقة واشنطن بالإخوان ليست فريدة من نوعها أو لها وضع خاص، وإنما تشبه تعاملنا مع جميع الفصائل السياسية الأخرى بمصر»، مؤكدة أن «تحقيق الديمقراطية المستقرة هو الأفضل للولايات المتحدة». وعن مظاهرات 30 يونيو، قالت: إن البعض يرى أن نزول المظاهرات فى الشارع سيؤدى إلى حدوث استقرار، لكن يجب أن تعملوا بجدية ومساعدة من هم فى الحكم، وترك فرصة للحكومة لكى تعمل؛ فمصر تحتاج إلى استقرار حتى يتسنى لها ترميم اقتصادها. ووصفت باترسون «تمرد» بأنها حركة ديمقراطية مثل تلك التى تحدث فى أمريكا، وتعبر عن إرادة حقيقية للشعب المصرى فى تقرير مصيره، وطالبت الحكومة بأن تعترف بمطالبها، مضيفة: «إننا نساند المظاهرات السلمية للتعبير عن الرأى، لكننا نرفض الفوضى التى تعتبر أرضا خصبة لانهيار مؤسسات الدولة». وحول إمكانية عودة القوات المسلحة مرة أخرى للحكم، قالت السفيرة الأمريكية: «سبق أن قلنا إننا نعارض عودة الحكم العسكرى فى مصر، رغم أن الجيش كان على قدر المسئولية حينما تولى الحكم خلال المرحلة الانتقالية، لكننى أعتقد أنه لن يعود لما واجهه خلال العامين اللذين تولى فيهما أمور البلاد من إهانات لرموزه من خلال رسم شباب الثورة جرافيتى المشير طنطاوى الذى يحمل انتقادات حادة للقيادة العسكرية، وهو ما سيجعله يتراجع عن رغبته فى الوصول للحكم». ونفت «باترسون» ما نُشر عن مطالبتها للبابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، خلال لقائهما، بمنع الأقباط من النزول فى مظاهرات 30 يونيو، قائلة: «نحن فى السفارة نعانى التعامل مع الإعلام ونسب آراء كثيرة ليست صحيحة، وعندما نتحدث معهم يقولون لنا مصادرنا». وبخصوص حكم قضية «التمويل الأجنبى» وقانون الجمعيات الأهلية الجديد، قالت «باترسون»: إن حكم القضاء فى قضية التمويل الأجنبى فاجأنا وصدمنا وجعلنا قلقين وغاضبين مما حدث، ونعمل على خطوات جادة للتوصل إلى حلول بشأن هذه القضية، أما عن مشروع قانون الجمعيات الأهلية فلنا ملاحظات كثيرة عليه، وعقدنا لقاءات كثيرة مع الحكومة وأعضاء مجلس الشورى والجمعيات الحقوقية وسنستمر فى عقد هذه اللقاءات حتى يصدر قانون جيد يحترم العمل الأهلى. وحول حقيقية تمويل أمريكا للإخوان، قالت السفيرة الأمريكية: إن واشنطن لا تعطى الإخوان شيئاً، وإنما تمنح الجيش المصرى 3٫1 مليار دولار سنوياً بموجب اتفاقية كامب ديفيد، فضلا عن مساعدة المؤسسات المدنية بمبلغ 250 مليون دولار سنوياً، لكنه قل فى الفترة الأخيرة بسبب المعوقات الكثيرة التى تواجهنا، منها قانون الجمعيات الأهلية. وتطرقت السفيرة الأمريكية للحديث خلال الاجتماع عن مشروع سد النهضة الإثيوبى والأزمة بين مصر وإثيوبيا بالقول: «نلعب دورا دبلوماسيا من خلف الستار، وغير معلن لتسهيل عملية التفاوض بين الدول، ونعمل مع خبراء عالميين؛ لأن الأمر برمته معقد فنيا». وأوضحت أن تسليح المعارضة فى سوريا يُعد مخاطرة، إلا أن المخاطرة الكبرى أن تقف أمريكا صامتة دون حراك لما يحدث هناك، رغم التحفظ على التدخل فى شئون الدول الأخرى، ونؤيد قرار الدكتور مرسى بغلق سفارة مصر بدمشق. حضر اللقاء كل من: الدكتورة منى مكرم عبيد وأمانى الخياط والدكتور جهاد عودة وخالد البطران، شقيق اللواء البطران الذى قتُل خلال أحداث الثورة، وأحمد سرحان، منظم حملة الفريق أحمد شفيق، وممثلون عن التيار الشعبى وأحزاب الدستور والمصريين الأحرار والحركة الوطنية، إضافة إلى بعض النشطاء السياسيين.