شهدت تعاملات سوق الصرف، حالة من الارتباك خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب التوقعات السلبية التى تحيط بدعوات الحشد ليوم 30 يونيو المقبل، سواء من أنصار الرئيس أو معارضيه، حيث ارتفع الدولار في السوق السوداء إلى 760 قرشا، فيما اقترب من 703 قرشا في البنوك وشركات الصرافة. وأكد متعاملون أن السوق السوداء عاودت النشاط مرة أخرى بعد فترة من الهدوء، بسبب تصاعد حدة التوتر السياسي ونقص العملة الأمريكية في البنوك وشركات الصرافة، والتي لم تعد تكفي تغطية طلبات العملاء، ولا تستوعب عمليات الدولرة الناجمة عن ارتفاع المخاطر السياسية. وقالت مصادر مصرفية رفيعة المستوى، إن البنك المركزي اتخذ إجراءات عدة لتحقيق استقرار في سوق الصرف خلال الفترة القليلة الماضية، إلا أن الأزمة السياسية ودعوات إسقاط حكم الإخوان في إطار تأييد مستميت من تيارات إسلامية، أدى إلى توقعات سلبية خلال المرحلة المقبلة، ورفع حالة الخوف لدى العملاء، وهو ما يصب في صالح المضاربين على العملة، والسوق السوداء. وقدرت المصادر ارتفاع سعر العملة الأمريكية في السوق السوداء، إلى مستوى 760 قرشا، فيما ذكرت شبكة بلومبرج، إن هناك زيادة في الطلب على الدولار الأمريكي بالسوق السوداء في مصر قبل أيام من المظاهرات، المزمع القيام بها في نهاية الشهر الحالي. وقال الخبير المصرفي، ياسر عمارة إن السوق السوداء يخرج عن السيطرة خاصة مع اقتراب يوم 30 يونيو، المتوقع أن يشهد حالة من الغضب في الشوارع خلال الذكرى الأولى لتولي الرئيس محمد مرسي حكم البلاد. وأضاف عمارة أن "المركزي المصري" يستطيع توجيه ضربة استباقية للسوق السوداء قبل أيام قليلة من حشد 30 يونيو، لإجهاض تحركاتها بالكامل، مشيرا إلى أن مدى تأثير قيام "المركزي" بطرح استثنائي خلال الأيام القليلة المقبلة، سيتوقف على حجم الأموال التي سيتم ضخها، ومدى استيعاب السوق الذي ينتظر أحداثا عنيفة لذلك الطرح.
