تباينت ردود أفعال القوى السياسية ببني سويف، إزاء تعيين الدكتور عادل عبدالمنعم، عضو جماعة الإخوان المسلمين بالمحافظة، محافظا لبني سويف. فبينما رحبت جماعة الإخوان المسلمين بتعيين عادل عبدالمنعم محافظا ورأته اختيارا صائبا، أعلنت القوى المدنية تحفظها ورفضها للقرار، واعتبرته الأحزاب الليبرالية خطوة متوقعة نحو "أخونة جميع مؤسسات الدولة". ويرى محمد إبراهيم عويس، أمين حزب "التجمع" ببني سويف، أن هذا الاختيار يأتي ضمن سياسة الأخونة، في الوقت الذي عبرت فيه حركة "6 أبريل" عن رفضها تعيين المحافظ الإخواني، ودعت للتظاهر ضده والاعتصام أمام مبنى ديوان عام المحافظة لمنعه من دخول مكتبه ومباشرة مهام عمله. وأكدت "6 أبريل"، في بيان لها، "أن الرئيس مرسي يثبت كل ساعة أنه رئيس لفصيل واحد يسعى لتمكينه من مفاصل الدولة، وأصبحت الدعوة للتظاهر لإقالته في 30 يونيو دعوة لجموع الشعب المصري للاحتشاد في الميادين لاسترداد الثورة"، على حد تعبير البيان. وقال الدكتور عمر عبدالجواد، أمين حزب الوفد ببني سويف، إنه لا يعتبر اختيار عادل عبدالمنعم مفاجأة من الرئيس وحكومته وحزبه، "فقد كان معلوما أن الرئيس وحزب الحرية والعدالة يسعيان للسيطرة على أجهزة الحكم المحلي في الدولة، ضمانا لانتخابات نيابية قادمة تضمن الأغلبية لجماعة الإخوان في مجلس النواب، خاصة بعد تدهور شعبية الجماعة في الشارع بعد فشل سياساتها في القضاء على الفقر، وزيادة وعي المواطنين بأساليب الجماعة في حشد المصوتين أمام لجان الاقتراع بتوزيع مواد غذائية وسلع تموينية، وهذا لن يحدث في ظل السياسة الجديدة والوعي الشعبي بمستقبل الأغلبية النيابية في مصر". فيما اعترضت فاتن يوسف، سكرتير عام لجنة حزب الوفد ببني سويف، بشدة على القرار، واعتبرت بني سويف "منحوسة" باختيار محافظ إخواني لا يحمل أي خبرات سياسية وينحصر في الإشراف على ملف مرشحي الإخوان في انتخابات مجلس الشعب المقبلة، مشيرة إلى أن "عبدالمنعم" لن يهنأ بمنصبه سوى 10 أيام، "وأن ثورة 30 يونيو ستطيح به وبرئيسه"، على حد قولها. ومن ناحيته، أكد محمد مصطفى، منسق حملة "تمرد" بالمحافظة، أن تعيين الدكتور عادل عبدالمنعم محافظا لبني سويف دليل على تعميق سياسة الأخونة وتزايدها في معظم القطاعات، مطالبا المحافظ الجديد بالاهتمام بمشكلات المواطنين، والاعتماد على الكفاءات وعدم الاقتصار على تعيين القيادات ممن ينتمون للإخوان، مؤكدا أن الحركة ما تزال مستمرة في جمع التوقيعات والحشد ل30 يونيو لإسقاط النظام الإخواني بأكمله. وفي المقابل، رحب جابر منصور، عضو نقابة المحامين العامة وعضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة السابق، باختيار الدكتور عادل عبدالمنعم، ودعا كافة القوى الوطنية والأحزاب السياسية للتعاون مع المحافظ الجديد ومنحه فرصة لعرض أفكاره وتنفيذ برنامجه وتكليفات مؤسسة الرئاسة، مطالبا بعدم الالتفات لكون المحافظ الجديد إخوانيا، وقال "علينا انتظار ما سيفعله ويقدمه للمحافظة لتقييم عمله"، واعدا بتوجيه النصح له في حالة التقصير ومساندته في اتخاذ القرارات الصائبة. وعلى الجانب الآخر، صرح المهندس عاطف مرزوق، المتحدث الإعلامي لحزب البناء والتنمية ببني سويف، أنه لا يعرف عن المحافظ الجديد شيئا سوى أنه عميد كلية العلوم بجامعة بني سويف، مشيرا إلى أن لديه الكثير من الملفات الشائكة والمشكلات التي يعاني منها المواطنون في مراكز المحافظة، مطالبا إياه بالعمل الجاد على حل مشكلات المحافظة المزمنة وعلى رأسها مشكلة الانفلات الأمني. بينما أشار أحمد فتحي، أمين حزب النور بمركز الواسطى، إلى أن تولي الدكتور عادل عبدالمنعم عميد كلية العلوم بجامعة بني سويف منصب محافظ الإقليم جاء في ظل ظروف صعبة تشهدها مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لافتا إلى أنه تم اختياره من خلال المهندس محمد علي بشر، وزير التنمية المحلية، المعروف بانتمائه للجماعة، لذلك يقع على المحافظ الجديد عبء ثقيل، مطالبا المواطنين بالانتظار وتقييم عمله، ومطالبا إياه بإثبات أن أخونة بعض القطاعات في الدولة يمكن أن تنعكس بالإيجاب على المواطنين وليس بالسلب، على حد تعبيره. وقال معتز صفوت، أمين حزب الوطن بالمحافظة، "إنه لا يعرف المعيار الذي تم على أساسه اختيار الدكتور عادل عبدالمنعم"، موضحا أنه بلا تاريخ سياسي، وأن كل مؤهلاته أنه عضو بجماعة الإخوان المسلمين، غير أنه "تمنى له التوفيق"، مؤكدا أن مسؤوليته كبيرة وتتطلب حنكة في التعاطي مع المشكلات الحياتية للمواطنين. بينما أبدى أشرف السيسي، الأمين المساعد لحزب الوطن السلفي، اندهاشه من قرار تعيين محافظ إخواني لبني سويف، مشيرا إلى أن "قرار اختيار عبدالمنعم سيزيد من حدة الاحتقان في الشارع بما يمثله من استفزاز للمعارضين لحكم الإخوان، وقد يدفع لزيادة التظاهرات في 30 يونيو". ومن جانبه، أكد الدكتور عادل عبدالمنعم، محافظ بني سويف الجديد، أنه سيبدأ ولايتة ب"نقطة ومن أول السطر"، وأنه سيغلق صفحة الماضي تماما، موضحا أنه ليس لديه أية نية لتغيير أي من معاونيه أو من قيادات الجهاز التنفيذي بالمحافظة، وأن قرارات التغيير ستكون مرهونة بالأداء التنفيذي ومدى رضا المواطن، ومؤكدا أنه سيشكل لجان متابعة لتقييم عمل التنفيذيين، وأنه "سيفعل مبدأ الثواب والعقاب من خلال التواجد في الشارع بعيدا عن التقارير المكتبية"، نافيا أي نية لتصفية أي حسابات سياسية. ودعا المحافظ الجديد، جميع القوى السياسية والحزبية والإعلامية للالتفاف حوله والتعاون معه للعبور بالبلاد خلال المرحلة الحالية، مشددا على أن رأس أولوياته هي المشاكل الحياتية للمواطنين، وأنه سيعمل منذ اللحظة الأولى على توفير الاحتياجات الأولية والأساسية للمواطن، وحل أزمة السولار والمياه والكهرباء والمرافق والخدمات. ويشير عدد كبير من أبناء بني سويف إلى أنه بالرغم من تميز المحافظة في مجال الاستثمار على مستوى محافظات الجمهورية، بوجود 8 مناطق صناعية، بها العديد من الصناعات الثقيلة والخفيفة والمتوسطة، إلا أنها تعاني خللا كبيرا في الإدارة، كما أنها تعاني من أزمات متراكمة يأتي على رأسها مشكلة منطقة مواقف محي الدين ومشاكل البلطجة والانفلات الأمني وعدم اكتمال مشروعات الصرف الصحي في القرى، علاوة على مشاكل قطاعات الكهرباء والتموين والتعليم والصحة.