كشف المتحدث الرسمي باسم الجيش السوري الحر، لؤي المقداد، عن وجود تعهدات من بعض الدول الأوروبية بتقديم دعم عسكري للجيش الحر، إلى جانب القرار الأميركي بتسليح المعارضة السورية، مؤكدا وجود التزامات واضحة من قبل قيادة هيئة أركان الجيش الحر بضوابط استخدام السلاح، وآلية جمعه بعد سقوط النظام السوري. واعتبر المقداد، الخطوة الأميركية بتقديم دعم عسكري مباشر للجيش الحر، صائبة رغم تأخرها، مبديا تفاؤله من نتائج الاجتماعات الأخيرة لقيادة هيئة الأركان مع مسؤولي الدول الأوربية والولاياتالمتحدة، الذين "تعهدوا بألا يتركوا الشعب السوري وحيدا في مواجهة النظام السوري، والغزو الذي ينفذه حزب الله والمرتزقة الإيرانيين، ولن يسمحوا لروسيا بأن تعطي غطاء أكثر من ذلك لقتل الشعب السوري، واستمرار معاناته". وبين المقداد، أن الاجتماعات التي ستعقدها قيادة الأركان اليوم، والأسبوع القادم، ستكون حاسمة في مسألة التسليح والمسائل التقنية المتعلقة بذلك، وأن عددا من الدول الأوروبية ستكون حاضرة فيها، وسيكون هناك خلال الأيام المقبلة توضيحات حول أنواع الأسلحة التي ستقدم للجيش الحر، وتاريخ تسليم الشحنات. وطالب المقداد المجتمع الدولي باتخاذ باتخاذ قرارات سريعة، وأكثر جرأة، لاحتواء النظام السوري، وعدم إعطائه مزيدا من الفرص لتجاوز "الخطوط الحمراء" لأنه لو سمح له بذلك "سيتخطاها بكل وقاحة، وسيستعمل صواريخ سكود المجهزة بأسلحة غير تقليدية، وسيقصف بها كل المدن السورية"، لافتا إلى أن العدد الذي أعلنته الإدارة الأميركية بمقتل نحو 150 سوريا بالسلاح الكيماوي متواضع، وأن العدد الحقيقي يفوق هذا العدد بكثير. وأوضح أن تزويد الجيش الحر بالسلاح المطلوب سيسهل صد هجمات النظام على المناطق المدنية، وسيوفر آلاف الأرواح، مؤكداً أنه "إذا زود الجيش الحر بالحد الأدنى، بالصواريخ الحرارية سيستطيع صد هجوم وتوغل آليات النظام الثقيلة، وإذا زود بصواريخ مضادة للطيران فسيكون قادرا على صد هجمات طائرات الميغ، والسوخوي". وفي معرض إجابته عن سؤال حول إمكانية إقامة مناطق حظر جوي فوق سوريا في ظل إبقاء الولاياتالمتحدة على طائرات من نوع "إف-16" ومنظومات "باتريوت" في الأردن عقب انتهاء مناورات "الأسد المتأهب"، أيد المقداد، وجود منطقة حظر جوي ومناطق آمنة جنوب سوريا، معربا عن اعتقاده بضرورة أن يكون شمال سوريا، وشرقها، وغربها آمنا، و"أن تكون جميع الأراضي السورية محرمة على طيران وصواريخ الأسد، كي لا يقصف بها الشعب السوري." وكشف المقداد، عن أن أعداد المرتزقة الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري قد تجاوز 30 ألفا من جنسيات مختلفة، و"هم خارجون عن أي شرعية أو قانون، وليس لديهم أي أوامر اشتباك أين، ومتى، وكيف تقتل، ولكن الأوامر الصادرة إليهم هو القتل لحماية نظام بشارالأسد، وهم لا يخجلون من الإفصاح عن ذلك"، موضحا أن معلوماتهم تتحدث عن وجود ما بين 8 إلى 12 ألف مقاتل تابع لحزب الله اللبناني من الاحتياط وعناصر النخبة، الذين سحبهم من الجنوب اللبناني، فضلا عن حملات تطويع بدأها الحزب في عدة بلدان منها العراق، واليمن، وإيران، وأفغانستان، وباكستان، لافتا إلى أن أغلب هؤلاء يستقدمهم الحزب لبعد طائفي أو أيدلوجي معين، كونهم من الطائفة الشيعية. وقال المقداد: "نرفض أن يغرر بهذه الطائفة لتشترك في حرب، يريد منها حسن نصر الله حماية الأسد، ولو كلف الأمر مذبحة طائفية ودمارا للمنطقة"، مشيرا إلى "أن استقدام النظام السوري للمرتزقة، يذكره بما فعله القذافي قبيل سقوطه باستقدام مرتزقة أفارقة، ظناً منه أنهم سيحمونه، ولكن لا أحد يمكن أن يقف أمام إرادة الشعب".