رفض البيت الأبيض فكرة فرض منطقة حظر جوي في سوريا لمساعدة مقاتلي المعارضة، وذلك غداة اتهامه نظام الرئيس بشار الأسد للمرة الأولى باستخدام أسلحة كيميائية. وأوردت وسائل إعلام أمريكية، اليوم، أن البنتاجون عرض على إدارة باراك أوباما إقامة منطقة حظر جوي محدودة وخصوصا لحماية معسكرات تدريب مقاتلي المعارضة السورية. وفرض منطقة الحظر الجوي كان أحد القرارات التي اتخذت خلال تدخل الولاياتالمتحدة وحلفائها في العمليات العسكرية ضد نظام معمر القذافي في ليبيا العام 2011، لكن أحد مساعدي الرئيس أوباما أكد أن تكرار هذا السيناريو في سوريا سيكون أكثر صعوبة. وقال بن رودس مساعد مستشار الأمن القومي لأوباما، في مؤتمر صحفي اليوم في البيت الأبيض، إن فرض هذه المنطقة "أكثر صعوبة وخطورة وكلفة في سوريا". وأضاف "في ليبيا كان ثمة وضع تسيطر فيه المعارضة على أقسام هائلة من البلاد، وكان يمكن حمايتهم انطلاقا من المجال الجوي"، مؤكدا أن ليبيا لم تكن تملك "أنظمة الدفاع الجوي نفسها الموجودة في سوريا". وأوضح رودس أن "قوات النظام وقوات المعارضة السورية متشابكة وفي بعض الحالات تتقاتل من منزل إلى منزل في المدن، هذه ليست مشكلة يمكن حلها من الجو". وتابع المستشار "ينبغي أن نفهم أن منطقة الحظر الجوي ليست الحل المعجزة"، مدافعا عن "محاولة تعزيز المعارضة المعتدلة"، وذلك بعدما أعلنت واشنطن الخميس قرارها بتقديم "مساعدة عسكرية" إلى مقاتلي المعارضة من دون أن تورد تفاصيل. ولكن يبدو أن الإدارة الأمريكية لم تغلق الباب نهائيا أمام فرض منطقة حظر جوي مستقبلا، فقد أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي الجمعة أنه رغم عدم اتخاذ أي قرار في هذا الصدد فإن هذه الإستراتيجية "لا تزال ضمن الخيارات" المتاحة للرئيس أوباما.