يملك المرشح الرئاسى الوسطى حسن روحانى تجربة سياسية وفكرية ودبلوماسية ثرية، ورغم أن الغرب يرى أن فرص المرشح المحافظ سعيد جليلى أعلى منه فى الفوز، فإنه يمتلك كفاءة عالية فى نظر الإيرانيين كمرشح إصلاحى قد تجعله بالفعل مفاجأة هذه الانتخابات. رأس حسن روحانى مجلس الأمن القومى لمدة 16 عاماً، ويملك علاقات جيدة مع كل من الرئيسين السابقين الإصلاحيين على أكبر هاشمى رفسنجانى، ومحمد خاتمى، حيث كان مستشار الأمن القومى لكليهما. كانت له علاقة مباشرة بالملف النووى الإيرانى من قبل، عندما قاد مفاوضات إيران مع الترويكا الأوروبية (إنجلترا وفرنسا وألمانيا) حول الملف النووى، فى توقيت بالغ الحساسية والخطورة بعد احتلال العراق وتهديد «المحافظين الجدد» فى أمريكا بضرب إيران، ورغم ذلك، فقد أفلح «روحانى» فى تخفيف الموقف المعادى للغرب، ومنع تحويل الملف النووى الإيرانى إلى مجلس الأمن لأطول فترة ممكنة، وذلك عندما وافق على تجميد بعض الأنشطة النووية، كإجراء لكسب الثقة، لكن مع الإصرار على حق إيران فى التخصيب. ووافق فى المفاوضات أيضاً على تجميد، مؤقت ومشروط، لنشاطات بلاده النووية؛ فى مقابل تعهد الأوروبيين بالبقاء فى المفاوضات. يدعو «روحانى» اليوم للحوار مع العالم، ويعد إصلاحياً معتدلاً إلى جانب كونه رجل دين يدعو لتحقيق الاعتدال فى التعامل مع الخارج، والتركيز على بناء اقتصاد الداخل. ويراهن على أصوات جمهور الإصلاحيين حتى وإن قدم نفسه مرشحاً مستقلاً، لكونه المرشح الوحيد الأوفر حظاً فى تيار الإصلاحيين المعتدلين، لكنه يواجه بعض الانتقادات فيما يتعلق بعدم خبرته فى إدارة أمور البلاد الداخلية، رغم كونه دبلوماسياً محنكاً. وحول رؤيته للملف النووى الآن، يرى «روحانى» أنه للتوصل إلى نتيجة فى المفاوضات مع مجموعة 5+1 يجب تقديم تنازلات للحصول على منافع. أما بخصوص سوريا، فيقول: إن انتخابه رئيساً لن يغير من سياسات بلاده إزاء الملف السورى، ويؤكد أن نظام بشار الأسد هو الشرعى، ويجب أن يستمر فى إدارة سوريا. وفى الشأن الداخلى الإيرانى، يشير «روحانى»، إلى أنه سيتعاون مع جميع التيارات السياسية التى من الممكن التعاون معها، فى حال جرى انتخابه، لكنه يتحفظ على موضوع التعاون مع المتشددين، معتبراً أنهم «مصيبة إيران».