وجهه يعبر عن طبيعة المناسبة التي يحضرها، فتارة يعايدهم ضاحكًا مستبشرًا يبث فيهم روح التفاؤل والأمل، وأخرى تبدو عليه علامات الحزن التي تتسق مع حالة الحداد التي يعيشها كل المصريون حزنًا على آلامهم، لتكون زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الكنيسة الكاتدرائية المركسية بالعباسية حاضرة مع الأقباط في عزائهم كما لم تغب في أعيادهم. الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت في 19 أبريل عام 2014، وقت أن كان مرشحًا لرئاسة الجمهورية، عندما قدم التهاني للبابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وباطريرك الكرازة المركسية، بحلول عيد القيامة المجيد، بحضور عدد من قيادات الكنيسة المصرية أبرزهم القس إنجيلوس إسحق سكرتير البابا، والقس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعد أن ألقى المئات من الأقباط التحية على "السيسي" بتصفيق حاد حينما ذُكر اسمه في قداس العيد الذي انعقد قبل زيارته بساعات قليلة. المسيحيون يخشعون في صلواتهم مستمعين إلى التراتيل الذي يتلوها القساوسة داخل الكاتدرائية، ليتحول المشهد إلى تصفيق حاد وصيحات تتعالى بمجرد دخول الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشاركة الأقباط احتفالاتهم بعيد الميلاد المجيد في 6 يناير عام 2015، ليلقي كلمة يعلن فيها أن المصريين كلهم سيبنون بلادهم معًا، داعيًا الجميع لرفع شعارات المحبة والإخاء لتبقى مصر معلمة للعالم على مدار آلاف السنين. أيام قليلة تمضي عقب العيد، ليعود الرئيس السيسي إلى الكاتدرائية، مرة أخرى، معزيًا البابا تواضروس الثاني في استشهاد 15 قبطيًا على يد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، غير أنه حرص على ألا يقدم واجب العزاء، ويعبر عن وحدة كل المصريين ومقاومة أي محاولة للتفريق بين مسلم وقبطي، إلا عقب تحقيق القصاص للشهداء بقصف الطائرات المصرية لمعاقل "داعش" في ليبيا واستهداف العشرات من أعضائهم. عيدان للميلاد المجيد شهدا حضور "السيسي" للكاتدرائية، خلال عامي 2016 و2017، ليهنئ المسيحيين بعيدهم، ويعلن أن القوات المسلحة تتعهد بإصلاح كافة الكنائس التي تأخرت الدولة في ترميمها، قبل أن تحمل زيارته الأخيرة عزاء للأقباط في ضحايا انفجار الكنيسة البطرسية، وبشرى لهم، أيضًا، باعتزام الدولة على بناء أكبر كنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة إلى جوار مسجد في نفس المكان، ليمثلان معًا أكبر مركز حضاري يشهد له العالم قريبًا. الإرهاب أبى، أن تنتهي مشاهد العزاء، فها هو الرئيس عبدالفتاح السيسي يزور الكاتدرائية مشيعًا جثامين 29 شخصًا استهدفهم الانفجار الإرهابي الذي وقع بالكنيسة البطرسية بالعباسية ديسمبر الماضي، قبل أن يعود إليهم، بعدها ب4 أشهر، ليقدم العزاء إلى البابا "تواضروس" في 46 شهيدًا راحوا ضحايا انفجارين بكنيسة "مارجرجس"، بطنطا، والكاتدرائية المركسية بالإسكندرية، غير أن عزاء "السيسي" جاء بعد ساعات قليلة من كشف وزارة الداخلية عن هوية منفذ العملية الإرهابية، والبدأ في وتتبع باقي معاونيه إيذانا بتحقيق القصاص منهم.