بوجه صارم، تظهر عليه علامات الشدة والغضب، أعلن المهندس وائل المعداوى وزير الطيران المدنى فصل 15 عاملاً وتوقيف 30 آخرين وتحويلهم إلى النيابة العامة بتهمة التحريض على تعطيل العمل بمطار القاهرة، وهو ما ترتب عليه انتظام الرحلات وعودة الهدوء إلى المطار الدولى. الخوف من قرار منظمة «الإيكاو» بخروج مطار القاهرة من فئة المطارات الآمنة دفع الوزير لإصدار قرارات جريئة، وصفها آخرون بأنها متعسفة، لأن الوزير الذى يزيد عمره على ستين عاماً لم يتخذ نفس القرارات ضد المعتصمين السابقين بشركة مصر للطيران للخدمات الأرضية عقب مصرع زميلهم وهو ما أدى إلى إلغاء العديد من الرحلات، وتأجيل أخرى وتسيير الرحلات بدون حقائب والاضطرار إلى نقلها فى رحلات منفصلة فضلاً عن اعتصام موظفى الجمارك التابعين إدارياً لوزارة المالية. برر المعداوى خروج مطار القاهرة الدولى من قائمة أفضل 100 مطار عالمى للمرة الأولى، واحتلاله المركز الثالث أفريقياً من حيث الخدمات التى يتم تقديمها للمسافرين بانخفاض حركة السفر من وإلى مصر عقب ثورة يناير. «لن تتم أخونة وزارة الطيران ولن أسمح بذلك طالما بقيت وزيراً للطيران المدنى» جملة قالها المعداوى منفعلاً بعد الزج بوزارة الطيران فى الصراعات السياسية بين القوى المختلفة. يحلم الوزير بإنشاء المدينة الاستثمارية حول المطار خلال توليه حقيبة الوزارة لأن المشروع سيحقق للدولة نحو 10 مليارات جنيه استثمارات، فضلاً عن توفير نحو 100 ألف فرصة عمل كما سيُدخل منظومة الطيران المصرى إلى العالمية. وُلد وائل أمين محمد المعداوى فى 26 سبتمبر 1949، وحصل على بكالوريوس هندسة فى بداية السبعينات، ثم التحق بالقوات المسلحة وتدرج بالمناصب حتى أصبح رئيساً لشعبة البحوث الفنية ومساعد رئيس أركان القوات الجوية، دخل وزارة الطيران للمرة الأولى أثناء تولى الفريق أحمد شفيق الوزارة فى 2009، وتولى العديد من المناصب داخل الوزارة ورئيساً لمجلس إدارة شركة سمارت للطيران والعضو المنتدب لها، ثم تولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية قبل أن يصبح رئيساً لها فى أغسطس 2012، ثم اختاره الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة وزيراً للطيران فى التشكيل الأخير. مثل بقية الوزراء، حاصرته المشاكل منذ توليه المنصب ما بين مطالب فئوية للعاملين وما بين عدم قناعته بأسلوب عمل بعض رؤساء الشركات، وهو ما عمل على تصحيحه بتغييرهم أو تعديل نظام العمل. اعترف وزير الطيران مؤخراً بوجود أخطاء ومجاملات فى قضية تعيين الطيارين والتى وصل صداها إلى رئاسة الجمهورية بعد تظاهر الطيارين أمام منزل الرئيس بالتجمع الخامس. ضاق الرجل العسكرى السابق ذرعاً بالمشاكسات والأخبار الصحفية التى تنشر عن الوزارة وشركاتها التابعة فقرر منع إحدى الصحفيات من دخول الوزارة نهائياً، وهدد بمنع من يكتب أخباراً غير صادقة وفقاً لوجهة نظر الوزير قبل أن يتراجع عن ذلك بعد رفض «محررى» الطيران لمثل هذا الإجراء.