أعلن المتظاهرون الذين يحتلون حديقة جيزي في إسطنبول، اليوم، رفضهم إخلاء المكان رغم "الإنذار الأخير" الذي وجهه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تحت طائلة تدخل الشرطة. وقال المحامي جان أتالاي، في مؤتمر صحفي باسم تجمع "تضامن تقسيم" الذي ينضوي المتظاهرون تحت لوائه، "سنظل في حديقة جيزي مع خيمنا وحقائبنا وأغنياتنا وكتبنا وقصائدنا وكل مطالبنا". ومن جهتها، رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن عناد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من شأنه أن يقوض صورة تركيا كقوة إقليمية في الخارج، وأن يضع إرثه على المحك، وينذر بتفاقم الأزمة التركية. وقالت الصحيفة "إن تجاهل أردوغان الموجة المتزايدة من الانتقادات الدولية، وتصريحاته بأن التظاهرات ضد حكمه ستنتهي خلال24 ساعة، تعرض إنجازاته للخطر، فضلا عن طموحه للوصول إلى سدة الحكم". وأضافت أن هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي على علاقة تركيا المتوترة بالفعل مع الاتحاد الأوروبي، وعلى مدى استقرارالبلاد الاقتصادي، مشيرة إلى أن عناد أردوغان أيضا يمكن أن يؤدى إلى تدهور العلاقات بين الأغلبية السنية والأقلية العلوية والشيعية ممن يشكلون نحو خمس التعداد السكاني للأتراك. واعتبرت الصحيفة أن تعنت أردوغان أيضا يبدو وكأنه سيؤثر بالسلب على مكانة حزب التنمية والعدالة الذي ينظر إليه باعتباره نموذجا للأحزاب الإسلامية المعتدلة في العالم الإسلامي، بل إنه سيتسبب أيضا في تصاعد المخاوف لدى الإسلاميين في العالم العربي. وأشارت إلى أنه ما لم يتخل أردوغان عن عناده، فإن تركيا لن تصبح النموذج السياسي والاقتصادي الذي يستحق أن يقتدى به في فترة حكمه الاستثنائية للبلاد كرئيس وزراء. وفى سياق آخر، وقع تبادل لإطلاق النار، الخميس، بين دورية للجيش التركي ومجموعة من نحو 500 مهرب كانوا يحاولون دخول تركيا من الأراضي السورية، وفق ما أكدت رئاسة أركان الجيش التركي.