استمر المنتخب الألمانى فى السير بخطوات ثابتة نحو لقب بطولة يورو 2012، وذلك بعدما تغلب على منافسه اليونانى بأربعة أهداف لهدفين فى المباراة التى جمعتهما مساء الجمعة على أرينا جدانسك، وبذلك صعد الفريق الألمانى إلى الدور نصف النهائى، فيما ودع المنتخب الإغريقى البطولة بعدما قدم أداء لا يستهان به. وأعتقد أن الفريق الألمانى بما يملكه من قدرة على التنظيم وخيارات بديلة للمدرب يواخيم لوف يعتبر أقوى المرشحين حتى الآن للفوز باللقب لكونه أكثر فريق قدم أداء مقنعاً على مدار مبارياته الأربع السابقة، لما يملكه من لاعبين على أعلى مستوى، مطعمين بعدد من اللاعبين أصحاب الخبرة. بدأ يواخيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألمانى، اللقاء بتشكيل مختلف حيث غير الخط الهجومى كاملاً، بإبقاء الثلاثى ماريو جوميز ولوكاس بودولسكى وتوماس مولر على دكة البدلاء، والدفع بالثلاثى ميورسلاف كلوزة ومارك ريوس وأندريه شورله بدلاً منهم، وحدث نوع من الارتباك للألمان فى بداية المباراة لكنهم سرعان من ظهر التفاهم بين اللاعبين ونجحوا فى تسجيل هدف التقدم عن طريق المخضرم فيليب لام الذى يثبت لى دائماً أنه الأفضل فى مركزه بالعالم سواء كان دفاعياً أو هجومياً، أما المنتخب اليونانى فبدأ مديره الفنى البرتغالى فيرناندو سانتوس بنفس التشكيل المعتاد تقريباً باستثناء غياب قائد الفريق كاراجونيس بسبب الإيقاف، هو ما أفقد الفريق عقله المفكر. وسيطر المنتخب الألمانى سيطرة كاملة على ما تبقى من عمر الشوط الأول وبداية الشوط الثانى، لكن فيرناندو سانتوس مدرب اليونان دفع بين شوطى اللقاء بالثنائى فوتاكيس وجيكاس لتنشيط هجوم الفريق، وبالفعل تعادل المهاجم العملاق سماراس لليونان فى الدقيقة 55، لينتفض العملاق الألمانى مرة أخرى عندما تقدم سامى خضيرة لألمانيا مجدداً فى الدقيقة 61، والذى أرى أن هذا الهدف تتويج لمشواره الناجح مع الفريق منذ بداية البطولة لأنه يستحق لقب الجندى المجهول لما يبذله من مجهود كبير فى وسط الملعب وقدرة على التسليم والتسلم والرؤية الجيدة للملعب. ونجحت خبرة ميورسلاف كلوزة فى مضاعفة التقدم الألمانى عندما سجل الهدف الثالث للألمان فى الدقيقة 68 من ضربة رأس متقنة وضحت فيها خبرة الألمان، ثم قضى مارك ريوس على الآمال اليونانية بهدف رابع من تسديدة قوية فى الدقيقة 74، وفى الدقيقة 89 سجل ديميتريس سالبينجيديس الهدف الثانى لبلاده، لكن دون جدوى فى تقليص النتيجة. وظهر المنتخب الألمانى قوياً حتى فى غياب خط هجومه الأساسى، خاصة أن الثلاثى كلوزة وريوس وشورله يلعبون بنفس أسلوب اللعب المعتمد على خطف الكرات العرضية العالية والأرضية لهز شباك المنافسين، كما أتاحت كثرة تحركات ثلاثى الهجوم راحة أكبر لوسط الملعب المتمثل فى شفانشتايجر وأوزيل وخضيرة، ومع حلول الدقائق الأخيرة استعان لوف بالثلاثى مولر وجوميز وجوتزه لإعدادهم للقاء المقبل. أما المنتخب اليونانى الذى لعب على الحذر الدفاعى والهجوم المرتد، فاستطاع أن يصمد بقوة أمام الماكينات الألمانية رغم ثقل النتيجة، وسجل الهدف الأول له الذى جاء من هجمة مرتدة دقت ناقوس الخطر داخل الفريق الألمانى الذى ضربت دفاعاته بلعبة بدائية اعتمدت على توزيع الكرة إلى أحد الأطراف ثم إعادتها لمنطقة الجزاء لمهاجم بسرعة وقوة سماراس. ولكن فى النهاية يجب توجيه التحية للمنتخب اليونانى الذى صمد أمام الكتيبة الألمانية التى أرى أنها الأفضل فى البطولة، وعلى الشعب اليونانى أن يكون فخوراً بلاعبيه.