شهد عدد من محطات الوقود زحاما شديدا بعد أن تراصت أمامها عشرات السيارات بسبب غياب بنزين 92، مما أدى إلى إغلاق بعض الشوارع الرئيسية. وقال أصحاب بعض محطات الوقود إن الأزمة بدأت قبل يومين بعد تقليل كميات الضخ من المستودعات الرئيسية بمسطرد والإسكندرية، واعتبروا أن الأزمة مفتعلة للضغط على المواطنين للموافقة على مشروع كوبونات البنزين الذى أقرته وزارة التموين مؤخراً. وشهد عدد من محطات الوقود مشاجرات بين أصحاب المحطات والزبائن، ففى منقطة شبرا حاول هانى يوسف صاحب إحدى محطات البنزين تهدئة الزبائن الذين ثاروا عليه، بعد أن أغلق إحدى ماكينات ضخ البنزين وأكد أنها باتت فارغة، وقال «أنا ذنبى إيه أنا عارف إن فيه ناس واقفة من الصبح بقالها ساعة أو أكتر لكن البنزين خلص من المكنة الأولى ولا حل عندى سوى أن ينضم الطابور الأول إلى المجاور له على الماكينة الثانية، وفى النهاية لو عندى بنزين أنا أول من يتمنى بيعه لكن الأمر أصبح كارثة حقيقية بعد تقليل كمية الضخ دون سبب مقنع من المستودعات»، وأضاف أنه طلب من مستودع مسطرد 50 ألف لتر، أمس الأول، لكنه فوجئ بعربة تفريغ بنزين 92 تعطيه 9 آلاف لتر فقط، وبسؤال سائق العربة عن سبب تقليل حصته، كانت الإجابة «دى أوامر الوزارة أنا عبدالمأمور». وتكرر المشهد أمام إحدى محطات البنزين بشارع جامعة الدول العربية الذى توقف جزء منه بسبب زحام أكثر من 3 طوابير للسيارات فى انتظار الحصول على بنزين 92.. وقال أحمد صالح، أحد العاملين فى المحطة، إن انخفاض حصة البنزين هو السبب الرئيسى فى الأزمة، وإن صاحب المحطة اتصل بالمستودع يسألهم عن حصته التى تقدر ب70 ألف لتر، فردوا عليه، إنه لن يحصل إلا على 25% من حصته اليومية دون سبب واضح، وتابع: «لكننا نعرف جيدا أن رفض المواطنين لمشروع كوبونات البنزين هو السبب الرئيسى، والحكومة عايزة تجبر الشعب على قبول الفكرة، إذا كانوا الآن يقفون بالساعات للحصول عليه، فمن الأفضل أن يرضوا ب5 لترات يوميا وفقا للمشروع المزمع». وفى شارع رمسيس، أغلقت إحدى محطات الوقود أبوابها أمام السيارات، وأكد صاحب المحطة عدم وجود بنزين 92، ووجود 95 فقط، مما أثار استياء بعض سائقى السيارات، ونشبت مشادات كلامية بين العاملين فى المحطة وأصحاب السيارات الذين اتهموا صاحب المحطة بمحاولة ابتزازهم لشراء البنزين بسعر أغلى، وقالت «هبة»، إحدى المنتظرات أمام المحطة: «ذنبى إيه من إمبارح مش لاقية بنزين، ولما يكون فيه محطة مش عليها طوابير تكون بنزين 95 اللى سعره أضعاف أضعاف 92، لو الحكومة فاكرة إنها هتجبرنا نقبل 5 لترات فى اليوم كأننا بنشحت تبقى غلطانة». والتقط سيد إبراهيم، أحد العاملين بالمحطة، أطراف الحديث محاولا تهدئة زبائنه، وقال: «والله إحنا بنخسر أكثر من الزبائن، أولا كمية البنزين انخفضت وبالتالى عدد السيارات المترددة على المحطة أصبحت أقل من النصف، ومن يستطيعون تموين سياراتهم بنزين 95 نادرين، زينا زى المواطن مش فاهمين حاجة ومحدش بيجاوب بشكل صريح بس واضح إن التعليمات من الوزارة، وإلا كان خرج علينا وزير التموين كعادته يقول أنا حليت المشكلة، لكن سكوته هذه المرة ووصول الأمر لبنزين 92 وليس 80 كما تعودنا يؤكد أنه أحد أطراف المشكلة».