ليس ديننا الذى نعرفه، بل دين اخترعوه ليلامس ويناسب مؤامرتهم، إنه الدين الإخوانى، مزيج من التجهيل والمخالفات تتجاوز سماحة الإسلام ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة، فإسلامهم ضد الإسلام، بل يحيله إلى مجرد وصايا للوصول إلى كراسى الحكم، عبر دهاليز السياسة القذرة! فإسلامنا لا يستحل القتل والكذب والرياء والنفاق وأخذ الناس بالباطل والتآمر على خلق الله، أما إسلامهم فهو يحض على إراقة الدماء والعنف، فى ظل عقيدة متهافتة تستند إلى التآمر والشك، فى ظل غياب القدرة والكفاءة وسيادة الجبن فى التنظيم الذى يماثل فيلاً بهوية سرية أرضية تحتية تكره النور وتنمو فى الظلام، ظلام الجهل والتكفير والتسلط والطمع! دينهم إعادة إنتاج لأساطير صوفية نسجوها طوال 80 عاماً، فأصابوا منها أسوأها، ومزجوها بسلفية صنعها التنظيم بهوى المصلحة وصبغها بنكهة قطبية تعادى الآخر وتستحل دمه، ولا ترى فى المواطن سوى حمار يركبونه من أجل الوصول إلى مراتب السلطة والحكم! «المظلمون» ينتجون يومياً متأثرين ب«جبن» سنوات «البنا» وما بعده، كلمات وحكايات عن القوة المدفونة والوراثة لحكم رسول الله وصحابته، فيصبح «مرسى» رسولاً والجماعة حوارييه وصحابته الذين يعانون العنت من الكفار، فالكفار هم المصريون جميعاً، فمن ليس إخوانياً فهو على جاهليته، حتى لو كان من بينهم إسلامياً، إنها أهواء الدين الإخوانى الذى يصور الأمر مثل حديث «الخرقة» أو «الجبة»، الخرقة التى قال عنها الشيعة إن الرسول جاء بها من السماء إلى الأرض ليلة الإسراء والمعراج، ثم أعطاها لعلى بن طالب كرمز للولاية، الذى بدوره منحها لابنه الحسن ومن بعده الحسين، ثم توارثتها أجيال آل البيت حتى انتهت إلى المهدى المنتظر الذى اقترب ظهوره! أحاديث الخرقة الإخوانية قريبة من تفاسير اليهود الباطنية وأساطيرهم التى استخدموها للسيطرة على الناس ومقدراتهم لينزعوا عنهم العقل والإدراك ليساقوا إلى حظائرهم بإرادة السمع والطاعة بلا نقاش أو جدال، رغم أن الحكمة فى الدين، كما يقول «الصادق النيهوم» فى كتابه «شريعة من ورق»، منهج تربوى ضد الشقاء الإنسانى فى جميع صوره، وضد الخرافة والجهل وتغييب وعى المواطن بما يشغله عن حقه فى السلام والعدل! أيها المواطن، كن حكيماً «وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْراً كَثِيراً»، وحارِب الجهلاء، واستعِن بدينك الذى يحض على كراهية الكذب والنفاق والاستحلال للناس والأوطان، واستثمر قدراتك فى الحق، وضع أولادك أمامك، فهل تريدهم أحراراً خارج قيود الخوف والجهل أم إنك تريدهم عبيداً ينتظرون المخلِّص بعد مائة عام؟! «مرسى» ليس نبياً، والخروج عليه فريضة يدافع عنها الدين، فهو خروج على الظلم والفشل والاستبداد واستخدام الدين والمقدسات من أجل تمكين جماعة على حساب وطن، فريضة لينال المواطن الأمان، فريضة ليزيل المواطن ديناً جديداً يخالف الإسلام، فريضة لأنه يعيد الحياة للجوعى والمظلومين والكادحين، قل لى كيف لرئيس مسلم أن يقتل ويكذب ويخادع ويستحل وطنه؟ يريدون أن يكرسوا ظلامه بأقوال طاعة من استخلفه الله على الأرض، فى استعارة واستعادة لكل الذين قهروا المسلمين فى التاريخ باسم الدين، رغم أنهم كانوا من شاربى الخمر ومستحلى الدماء! إنه الحلف الشيطانى الذى يضفى على دنياه قداسة الدين، إنه تكرار لنموذج الأمويين بسفكهم الدماء تحت ستار الدين، فقتلوا آل بيت رسول الله وطاردوهم من أجل الكراسى والمال والنفوذ! ديننا الحنيف لا يعترف بمرشد أو كاهن أو وصى، ديننا يسأل فيه الناس عن إرادتهم وأفعالهم، فلن يستثنيهم الله من السؤال عما اقترفوه إذا سألهم عن مرشدهم أو كاهنهم؟ الإسلام دعا قبل الصلاة إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والإخوان منكر فى الدين، فالدين ليس لجماعة، ولم يختص الله فئة بالحق دون أخرى «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ»، ولهذا فاذهب ومارس حقك فى الدفاع عن الحياة والمستقبل والوطن، لأنك مأمور على نفسك! ولا تكن كالذى قال الله عنهم فى كتابه تعالى «كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِى الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً». أيها المصرى.. لا تكن كالمهرج الذى مات فى نصف العرض فضحك الناس عليه أولاً ثم بكوا عليه فى النهاية!!