في منتصف مارس الماضي، كشف الدكتور هشام عرفات وزير النقل، عن نية وزارته زيادة سعر تذكرة المترو، معتبرًا أنه "قرار لا يحتمل التأخير"، وأن تكلفة تشغيل محطات مترو الأنفاق أغلى بكثير من الإيرادات المحصلة يوميًا، وذلك بسبب ارتفاع أجور العاملين منذ 2011، وأيضا بسبب غلاء قطع الغيار بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار. تصريحات وزير النقل كانت تمهيدًا لقرار صعب اتخذته الوزارة وطبقته في صباح الجمعة 24 مارس الماضي، وهو قرار زيادة سعر تذكرة المترو للضعف، لتصبح رسميًا سعر التذكرة جنيهان بدلًا من جنيه. وبعد قرابة أسبوعين على قرار زيادة ثمن التذكرة، قررت الجمعية العمومية لجهاز تشغيل مترو الأنفاق صرف أرباح 8 أشهر من الراتب الأساسي لكل عامل بالمترو، عن العام المالي الماضي، وذلك خلال انعقاد الجمعية العمومية للجهاز، اليوم الأربعاء، بحضور الدكتور هشام عرفات وزير النقل، وقيادات المترو. خسائر المترو التي بدأت تلاحقه، منذ عام 2010، بحسب تصريحات سابقة لوزير النقل، تؤكد أنه ليس هناك مجال لصرف أرباح للعاملين في قطاع يتهاوى وتثقل الديون والخسائر كاهله، بخلاف قرار الجمعية العمومية لجهاز المترو، والتي أقرت صرف الأرباح. طعيمة: القرار مستفز.. وتقدمنا بطلب إحاطة "قرار مستفز".. هكذا أكد النائب البرلماني سعيد طعيمة، في تعليقه على صرف أرباح 8 أشهر من الراتب الأساسي لكل عامل بالمترو، موضحًا أنه تقدم بطلب إحاطة، سيتم مناقشته -إذا صح القرار- الأسبوع المقبل. وأضاف طعيمة، في تصريحات خاصة ل"الوطن" أنه في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وقرار وزارة النقل بزيادة سعر التذكرة للضعف، يستفز هذا القرار المواطنين، مؤكدًا أنه لو صح القرار فسيتم اتخاذ قرارًا مناسبًا ضد المسؤولين، مشددًا على أنه ليس متأكدًا من صحة ما تردد، مضيفًا: "يجوز يكون كلام جرايد". العسقلاني: المترو "يخرج لسانه" للمواطنين محمود العسقلاني، مؤسس جمعية مواطنون ضد الغلاء، أكد أن شركة إدارة المترو، كأنها تريد أن تخرج لسانها للمواطنين "الغلابة"، موضحًا أن مثل هذه الأمور تحدث دائمًا في المؤسسات الحكومية، ففي الوقت الذي تشتكي منه الشركة من الخسائر تصرف الأرباح للعاملين بها المتسببين بغباءهم في هذه الخسائر. وأضاف العسقلاني في تصريحات ل"الوطن" أن خدمة المترو سيئة للغاية، وأن مرفق المترو تسلمته الشركة الحالية في أحسن صورة، قبل أن ينهار في عهدها، مشيرًا إلى أن أغلب الجهات الحكومية تعاني من أزمة الحديث عن الخسائر وانهيار الخدمات، وفي نفس الوقت مكافأة المسؤولين عن تلك الخسائر والأزمات.