سيطرت أجواء التوتر، والغضب على دمنهور، لليوم الثالث على التوالى، فى أعقاب اعتداء بعض أنصار جماعة الإخوان على عدد من المتظاهرين أمام مقر نقابة المحامين الخميس الماضى، ونظم شباب الثورة مسيرتين أمس الأول، ورددوا الهتافات المناهضة للنظام الحاكم، وجماعة الإخوان، والرئيس محمد مرسى، واتجهوا بعدها إلى منزل الدكتور محمد جمال حشمت عضو مجلس الشورى، والقيادى البارز فى جماعة الإخوان، وحاصروه عدة ساعات، ووقعت اشتباكات بينهم، وبين أنصار جماعة الإخوان وبعض أهالى منطقة شبرا الكائن بها المنزل، ومنعوهم من اقتحامه بعد أن حطموا جزءاً من زجاج الباب، قبل أن تصل قوات الأمن إلى المنطقة، وتتمكن من الفصل بين الطرفين والقبض على 3 منهم بتهمة محاولة اقتحام المنزل. وفى مساء نفس اليوم عاود الثوار تنظيم مسيرة انطلقت من ميدان الساعة جابت شوارع مدينة دمنهور، واتجهوا مرة أخرى إلى منزل الدكتور جمال حشمت، حيث تجددت الاشتباكات بينهم، وبين أنصار الإخوان، فى الوقت الذى كثفت قوات الأمن من وجودها، وتمكنت من إبعاد المتظاهرين، والقبض على 5 منهم. واشتعلت حرب التصريحات، وتبادل الاتهامات بين جماعة الإخوان، وجبهة الإنقاذ، وحرر الدكتور جمال حشمت محضراً حمل رقم 9814 لسنة 2013 جنح قسم شرطة دمنهور، اتهم فيه أعضاء بالتيار الشعبى، وحزب الدستور بالوقوف وراء محاولة اقتحام منزله. وألقى حزب الحرية والعدالة بمسئولية الاعتداء على منزل حشمت على حملة تمرد، وأشار إلى أن هناك محاولات مستميتة من جانب الحملة وبعض القوى السياسية بالمحافظة، لجر البلاد لمربع العنف. من جانبها حذرت جبهة الإنقاذ الوطنى، من العواقب الوخيمة التى يمكن أن تنجم عن انتهاج ما سمته «سياسة العنف والقمع الإخوانى»، وتراخى الأمن وأجهزة الدولة فى مواجهتها، بل التواطؤ معها. وأدانت الظهور العلنى لتشكيلات منظمة شبه عسكرية تابعة لجماعة الإخوان، تسلحت بالهراوات، وارتدت الخوذات، وتحركت بشكل منظم وفق أوامر وتعليمات قيادتها، مؤكدة الخطورة البالغة لتلك التشكيلات. وأوضح أنه بسبب تأخر قوات الأمن فى التدخل لمنع الاعتداء على النشطاء، كاد الأمر يتطور، ويخرج عن السيطرة نتيجة غضب المواطنين الذين بدأوا فى التدفق لمناصرة العدد القليل من النشطاء، وتدخلت قوات الأمن ضد المواطنين، وتركت المعتدين من الميليشيات يفرون بجريمتهم. واستنكرت اعتداء ميليشيات الإخوان على الفتيات، وتحرشهم بهن، وقالت «هذه الأفعال تأتى امتداداً لسلسلة من الممارسات الإخوانية المفضوحة والشائنة، ضد النساء فى مختلف أنحاء مصر». كما شددت فى نفس الوقت على إدانتها محاولة اقتحام منزل الدكتور جمال حشمت. من جانبها نفت أحزاب «الدستور والحزب المصرى الديمقراطى والتيار الشعبى والجبهة الديمقراطية» وحركة شباب الثورة العربية، اتهامات الإخوان والحرية والعدالة، وأكدت عدم صلتها بمحاولة اقتحام منزل حشمت، وعدم وجود أى من أعضائها فى موقع الأحداث أمام المنزل، لكنها شددت فى الوقت نفسه على أنها لن تتوانى فى الدفاع عن المعتدى عليهم من جانب الإخوان، من خلال الطرق القانونية فقط، وأنها لا تسلك طرق العنف. قال كرم الزرقا، أمين حزب الجبهة الديمقراطية إن ميليشيات الإخوان كانت تستقل الدراجات البخارية، ويحملون فى أيديهم السلاح الأبيض، والشوم، والجنازير، ويرتدون الخوذ. وأضاف «أعضاء جماعة الإخوان اعتقلوا النشطاء السياسيين، وكأنهم هم سلطة الضبط والاحتجاز، منتحلين بتلك الأفعال صفة الدولة، وبعد الاعتداء على النشطاء سلموهم إلى الشرطة، وما حدث من الإخوان يجعلنا جميعاً على يقين أن أفعالهم هذه هى بداية نهايتهم».