ملامح الضيق تكسو وجوه راكبي المترو مع أول لحظة لقطعهم تلك التذكرة، الجديدة المقدرة بجنيهين، أصوات تهمهم بكلمات تنم عن عدم رضاها عن رفع سعر التذكرة، حتى ينطلق صوت أحد الراكبين مخبرًا الجميع بحمله لتذكرة بالسعر القديم لم ترفضها "ماكينات المترو"، وأفسحت له الطريق للعبور إلى عربة المترو تمهيدا لاستكمال رحلته. "الوطن" خاضت تلك التجربة بعد 24 ساعة من قرار رفع سعر تذكرة المترو، وتوصلت إلى تذكرة اشتراها صاحبها ب"جنيه واحد"، وانتقل بها إلى محطة مترو الدقي، ليضعها في إحدى الماكينات التي سرعان ما تفتح بشكل طبيعي، وما أن وضعت في ماكينة أخرى بالمحطة بنفسها حتى انفتحت معطية الإذن لصاحب التذكرة بالخروج مرة أخرى، معطية الإذن لحاملي "التذكرة أم جنيه" باستخدامها إن تثنى لهم ذلك. أحمد عبد الهادي، المتحدث الرسمي باسم الشركة المصرية لمترو الأنفاق، حسم الجدل بتأكيده أن حامل التذكرة القديمة، المقدّرة بجنيه واحد، يمكنه استخدامها في أي وقت، موضحا أن أي شخص تمكّن من الحصول على عدد كبير من التذاكر، قبل صباح اليوم، يمكنه استخدامها حتى آخر تذكرة في يده دون أن يرتبط بوقت محدد.
مصطفى.. اشترى عدد كبير من التذاكر قبل رفع سعرها.. "عند في الحكومة" ما أثير عن تغيير ماكينات المترو، خلال الأيام القادمة، غير صحيح وفقا ل"عبد الهادي"، ولن يتغير لون تذكرة المترو أو شكلها، "المكنة بتاعة المترو هاتقبل أي تذكرة عادي، والتغيير الوحيد إن الصرّاف هاياخد من المواطن 2 جنيه بدل جنيه واحد". "اللي ييجي منهم أحسن منهم".. كان ذلك هو منطق مصطفى إدريس، 25 سنة، حينما تمكن من شراء عدد كبير من التذاكر قبل ساعات من تطبيق قرار رفع سعر تذكرة المترو، ليوفر مبلغا كبيرا كان سينفقه حيال استخدامه للتذكرة الجديدة، "عملت ده بالعند في الحكومة اللي ما عملتش حساب حد وهي بتاخد القرار ده". حلول عديدة كان من الممكن اتخاذها بدلا من تحميل المواطن أعباء إضافية، وفقا ل"إدريس"، فالحكومة كان من الممكن أن توقع عقودا مع الكثير من شركات الإعلانات لتعويض خسارة شركة المترو، "الحكومة دايما بتعمل السهل، وبتعلق فشلها على المواطن الغلبان". المسؤول الذي اتخذ قرار رفع تذكرة مترو الأنفاق، لن يشعر بتعب المواطن البسيط، بحسب الشاب العشريني، فراتبه لا يقل عن 30 ألف جنيه، ولا يضيره شراء 1000 تذكرة مترو في الشهر، "ناس كتير عملت حسابها واشترت تذاكر بالجملة إمبارح، والبياعين كانوا بيساعدوهم عشان غلابة زيهم وحاسين بوجعهم".