سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خطوات جديدة نحو إسقاط النظام فى "ميدان التحرير" التركى الشرطة التركية توزع الورود على المتظاهرين ووجود الأسر يتزايد فى الميدان وحفلات موسيقية للمعتصمين ليلاً
تواصلت الصدامات بين قوات الشرطة وآلاف المحتجين على سياسات رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، لليوم الثامن على التوالى، فى عدد من المدن التركية على رأسها «إسطنبول»و«أنقرة». وتحاول الأحزاب السياسية فى تركيا تهدئة الأوضاع خلال فترة زيارة رئيس الوزراء أردوغان إلى دول شمال أفريقيا. وعلى الرغم من اعتذار نائب رئيس الوزراء، بولند آرينج، للمتظاهرين عن استخدام قوات مكافحة الشغب للعنف ضد المتظاهرين، فإن أعمال الشغب والاشتباكات تجددت فى وقت مبكر من صباح أمس، ورفض المتظاهرون دعوة الحكومة إلى وقف تحركهم. من ناحية أخرى، حاولت قوات الشرطة التركية تهدئة الأوضاع وحدة الاشتباكات مع المعتصمين فى ميدان «الجمهورية» بمدينة «أنطاليا» التركية، من خلال توزيع الورود وزهور القرنفل على المعتصمين. وأشارت وكالة أنباء «الأناضول» إلى أن ما يقرب من 80 شخصاً أغلبهم من الطلاب، تجمعوا فى ميدان الجمهورية للاحتجاج على عنف الشرطة ضد المعتصمين فى ساحة «تقسيم»، وهو ما دفع مجموعة من أفراد الشرطة التركية، من بينهم 25 شرطية، للتوجه إلى مكان الاعتصام لتوزيع الورود، وهو ما قابله المتظاهرون بالتصفيق. قالت صحيفة «حورييت دايلى نيوز»، التركية: «إن الاحتجاجات فى حديقة «جيزى» فى إسطنبول شهدت مزاجاً احتفالياً بالتناقض تماماً مع الأسبوع الماضى الذى شهد الغارات الوحشية من قبل الشرطة على المحتجين». ولاحظت الصحيفة أن المحتجين صاروا أكثر تنظيماً حيث تم تأسيس فرق للمساعدة القانونية والطبية، كما وجد عدد من الطلاب الشباب مع آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم بشكل زاد من عدد الأسر الموجودة فى الميدان. كما قدم فنان البوب الشهير «سيبنم فيراه» حفلاً موسيقياً خلال الليل. نظم اتحاد العمال التركى بمشاركة ممثلى 11 نقابة للعمال بالقطاع العام والمضربين عن العمل، مسيرة من مقر اتحاد العمال إلى ميدان «تقسيم» للتضامن مع المحتجين ضد الحكومة. وقدم العمال المضربون أربعة شروط للحكومة مقابل وقف إضرابهم عن العمل، وهى استقالة محافظ ومدير أمن إسطنبول من منصبيهما فوراً، والإبقاء على الحديقة العامة بميدان تقسيم وإلغاء تنفيذ مشروع الحكومة، وفتح كافة الميادين فى أنحاء المدن التركية للتظاهرات الديمقراطية، وإطلاق سراح كافة المعتقلين من المتظاهرين ضد الحكومة. من جانبه، أكد أغمن باغيش، وزير شئون الاتحاد الأوروبى وكبير المفاوضين الأتراك، أن «الحكومة التركية الحالية تمثل 75 مليون تركى، وتمثل من صوتوا للحزب الحاكم ومن لم يصوتوا له». وأضاف، فى حوار مع قناة «سى إن إن» الإخبارية، أن «الأحداث الأخيرة لم تكن منتشرة فى كافة المدن والأحياء، ولم يشارك فيها جميع الأتراك». وتابع: «الناس قلقة بشأن علمانية الدولة، وتركيا دولة علمانية، لذا ليس هناك داعٍ للقلق حيال ذلك». وأكد أصحاب المكاتب السياحية فى تركيا أن البلاد ستتضرر مادياً فى حال استمرار الأوضاع بهذا الشكل، مشيرين إلى أن نسبة 30% من الحجوزات بالفنادق فى منطقة «تقسيم» ومدينة «إسطنبول» أُلغيت بسبب الاشتباكات، وهو ما أدى إلى خسارة 40 ألف دولار يومياً. وأشارت المكاتب السياحية إلى أن أعداداً كبيرة من دول منطقة الشرق الأوسط ألغوا حجوزاتهم إلى جانب الأوروبيين. ودعا نائب الرئيس الأمريكى، جو بايدن، الحكومة التركية إلى احترام حقوق معارضيها السياسيين بعد الاشتباكات العنيفة التى شهدتها البلاد، معرباً عن مخاوفه وقلقه بشأن ما يجرى فى تركيا. وأضاف: «تركيا لديها فرصة لتحقيق هدفها بأن تصبح أحد أكبر عشرة اقتصاديات فى العالم بحلول 2023، لكن ينبغى لها ألا تنحرف عن طريق الديمقراطية. مستقبل تركيا يخص شعبها وحده ولكن الولاياتالمتحدة لا تتظاهر بأنها غير مكترثة بالنتائج». من جانبها، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن الأجواء السائدة فى الشارع التركى حالياً تتسم ب«رائحة الانتصار»، حيث أكد المتظاهرون أنهم انتصروا على رئيس الوزراء التركى وتصريحاته. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المؤرخ التركى كهرمان شاكول، الأستاذ بجامعة «إسطنبول»، قوله إن «المتظاهرين يشعرون بنشوة الانتصار فى صراعهم ضد الحكومة، ولهذا فإنه من الصعب أن أصدق أنهم سيتراجعون حالياً. هذا الشعور مشترك بين المتظاهرين والسكان فى المناطق المحيطة بساحات التظاهرات».