انتقد عدد من السياسيين والقيادات الحزبية، بث حوار الرئيس محمد مرسى مع بعض القوى السياسية، حول أزمة سد النهضة الإثيوبى، على الهواء مباشرة أمس الأول، معتبرين أن ذلك يمثل خطورة كبيرة على الأمن القومى المصرى وتشويه صورة مصر والقوى السياسية أمام العالم، ويؤكد غياب فكرة المؤسسية عن مؤسسة الرئاسة، خاصة بعد اعتذار باكينام الشرقاوى عما اعتبرته خطأ غير مقصود، لأنها نسيت أن تخبر الحاضرين أن اللقاء يبث على الهواء مباشرة. قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع السابق، إن بث حوار الرئيس محمد مرسى مع قوى سياسية، بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبى، على الهواء مباشرة، تعبير عن انزعاج مؤسسة الرئاسة من عدم حضور قوى المعارضة الأساسية، مشيراً إلى أن مؤسسة الرئاسة أرادت أن تقدم لهم طعما لاستقطابهم فى أول حوار قادم تدعوهم إليه، تحت زعم «شفافية الحوارات الوطنية» بإذاعتها على المواطنين والجماهير على الهواء مباشرة. وأضاف السعيد أن مؤسسة الرئاسة تعمدت نقل الاجتماع على الهواء، لأنها مطمئنة أن معظم الحاضرين للحوار، إن لم يكن جميعهم من الأخوة والأحباب، وأنه لن يحرج أحدهم الرئيس مرسى أثناء الحوار، وأنها لن تجد من يهاجمه أو ينتقده بشدة أمام الجماهير بكشف الحقائق المُرة التى تورط فيها النظام الحاكم، لافتا إلى أن الأفكار التى طرحت خلال الحوار لمواجهة الأزمة «ساذجة»، وليست كما ظن البعض منهم أنها أفكار تحمل أسرار مصر، وكأنهم يظنون أن إثيوبيا «نايمة على ودانها» وأجهزتها الإعلامية والاستخباراتية جاهلة بما يدور فى مصر. وتحدى رئيس حزب التجمع أن تدعو مؤسسة الرئاسة القوى السياسية الحقيقية، التى لم تحضر هذا الحوار فى لقاءات أخرى تبث على الهواء، قائلا: «أتحدى أن تدعونا الرئاسة فى مجموعات وتتيح لنا الفرصة كاملة لمناقشة الرئيس فى هذه الأزمة أو غيرها وتذاع المناقشات على الهواء كما حدث أمس الأول»، مضيفا: إذا فعلت الرئاسة ذلك وقتها سأقر بديمقراطية النظام الحاكم. فيما وصف ياسين تاج الدين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إذاعة الحوار على الهواء مباشرة ب«استمرار التخبط والعك السياسى» لمؤسسة الرئاسة وسذاجتها السياسية، مضيفا: بث المناقشة «قلة ذوق تصل لدرجة قلة الأدب». وقال تاج الدين: إذا كان الرئيس مرسى يعلم مسبقا باتجاه مؤسسة الرئاسة لبث الحوار على الهواء مباشرة فهى مصيبة، وإن لم يكن يعلم فتلك مصيبتان، باعتباره رئيس الجمهورية والمفترض أنه سياسى من الدرجة الأولى وسبق له ترؤس الكتلة البرلمانية لتنظيم الإخوان لمدة 5 سنوات من قبل، وكان رئيسا لحزب سياسى. وطالب القيادى الوفدى الرئيس مرسى بمحاسبة ومحاكمة المتسبب فى مهزلة بث الحوار على الهواء، مؤكدا أن ذلك تسبب فى تشويه صورة مصر وقواها السياسية أمام العالم، فى سابقة لم تحدث من قبل، بالإضافة إلى أن خداع بعض القوى الحاضرة للحوار وعدم إعلامهم بنقل الجلسة على الهواء أمام ملايين المواطنين والمشاهدين فى كل دول العالم، أمر يمثل خطورة على الأمن القومى ويسبب اهتزازا لمصداقية الطبقة السياسية.