أحد نجوم الشباك فى العالم، ليس من مشاهير السينما، أو أساطير الكرة أو أباطرة السياسة، لكن وجوده فى الشارع يجعل الكل يشير إليه بالبنان، كانت بداية معرفة رجل الشارع المصرى بأن ثمة عالماً مصرياً اسمه أحمد زويل فى عام 1999، حيث حصد جائزة نوبل فى الكيمياء، عن أبحاثه فى مجال الفيمتوثانية. شق «زويل» حياته كأى شاب مصرى عادى، حصل على الثانوية العامة من «دسوق»، وتخرج فى كلية العلوم بجامعة الإسكندرية عام 1967، وحصل على الماجستير عن بحثه فى علم الضوء. جاءته فرصة لمنحة فى جامعة بنسلفانيا، فكر فى صعوبة السفر ومشقة الغربة، فى خطبته التى فسخها للتو، وقلة ذات اليد، كلما زادت المخاطرة زاد النجاح، وعى تلك الحكمة جيداً، فقرر أن يحزم حقائبه إلى أمريكا، حيث انتقل «زويل» للعمل فى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا «كالتك» منذ 1976، وهو من أكبر المعاهد العلمية بالعالم، لتكون الانطلاقة. انبهر ابن دمنهور بالأجواء الأمريكية، ابن الشرق، بتخلفه الحاضر فى مواجهة الغرب بأسلحة العلم المتقدمة. يحكى عن نوادره فى بداية غربته، حيث يقول إنه أراد أن يأكل الفول المدمس، فلم يجد من يبيعه، فقرر الذهاب وشراءه لطهيه بنفسه، فذهب واشترى عشرة كيلوجرامات من الفول، فأجابه البائع عما إن كان يريد بعض التبن لحصانه أيضاً. وكانت إنجليزية زويل، كأى مصرى، لا يجيد تهجى الكلمات بشكل صائب. يسرد واقعة جمعته ببعض الأصدقاء الأمريكيين فى جلسة غداء، فأراد طلب حلوى، فقال للنادل عن رغبته فى «Desert»، فضحكوا عليه، حيث يشير تهجيه لكلمة: صحراء. فسأله رفاقه عما إن كان يستطيع أن يأكل الصحراء كاملة، فكرر صديقه الطلب قائلاً: «dessert»، بزيادة حرف، أى «حلوى». قدم نجيب محفوظ كتاب «زويل عصر العلم» قائلاً: «كنت أتمنى لو أننى أستطيع القراءة، فأقرأ هذا النص كلمة كلمة، وهو يستحق ذلك، لخطورة الموضوع وعظمة الكاتب». يرى «زويل» أن الخائف لا يبدع، لذا يرى أن الدول العربية تأخر تقدمها، نتيجة لكبت الحريات فيها، وفى كلمته بحفل نوبل، شدد على أنه حلقة فى تاريخ إسلامى من العلماء لن ينضب. ظل «زويل» بهجة المصريين طوال عشر سنوات من الظلام السياسى، يتحلقون حوله، يلتمسون الفخر من نجاحاته، ويعثرون فى فشلهم داخل مصر على تقدمه العلمى الهائل فى دول الغرب. الشخص الذى اكتشف أن الدقيقة عمر كبير فى حياة الإنسان، يحتاج الآن إلى أكثر من دقيقة وأكثر من فيمتوثانية ليتغلب على الوحش المتوغل فى عظامه، يحتاج العالِم الذى قضى حياته متنقلاً بين المعامل والمختبرات للجلوس على سرير المرض، لتعبث به أيادى علماء لكن فى الطب، يحتاج ابن النيل إلى معجزة طبية، كواحدة من المعجزات العلمية التى وصل إليها.