"هنا القاهرة"، قالها أحمد سالم في تمام الساعة الخامسة والنصف يوم 31 مايو عام 1934، ومن وقتها حتى يومنا هذا لعبت الإذاعة المصرية دورًا هامًا ومحوريًا في تشكيل وعي ووجدان المجتمع المصري، أجيال كاملة كان الراديو هو مصدر ثقافتها ومعرفتها الوحيد، "دي اتقالت في الراديو" هذه الجملة كانت كافية وحدها لنفي أو تأكيد أي حدث، حتى المواطن المصري الذي لم ينل قسطًا كافيًا من التعليم، كانت الإذاعة المصرية سببًا في جعله مثقف ومطلع على جميع مناحي الحياة. عقود طويلة كانت كافية لتغيير شكل ومضمون البرامج الإذاعية المصرية، خاصة مع إنشاء عشرات الإذاعات الجديدة، التي أصبحت أقرب للغة الشارع منها إلى اللغة العربية الفصحى. وفي اليوم العالمي للإذاعة، "الوطن" تستعرض معكم أهم البرامج الإذاعية، وكيف تغير أسلوبها ومضمونها: - "إلى ربات البيوت" واحد من أشهر البرامج الإذاعية التي وُجهت خصيصًا للمرأة المصرية، عُرف البرنامج بصوت الإذاعية الشهيرة صفية المهندس، والتي أجرت اختبارات قبولها للإذاعة، تحت إشراف الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان أو "بابا شارو"، الذي أجازها كمذيعة بالإذاعة، والذي أصبح زوجها فيما بعد. مشوارها لم يكن سهلًا، بدأته في العام 1947 من خلال برامج المرأة بداية ببرنامج "ركن المرأة"، حيث لم يكن هناك برنامج خاص للمرأة في الإذاعة المصرية من قبل، ولهذا كانت تجمع أحاديث السيدات المشهورات مثل "أمينة السعيد، وبنت الشاطئ، والدكتورة سهير القلماوي"، لتذيعها في برنامجها، ثم أعدت برنامجها الشهير "إلى ربات البيوت"، والذي كان يشتمل على التمثيلية والأحاديث التربوية، والبرنامج الدرامي يوميات عائلة مصرية وهي "عائلة مرزوق أفندي". تمتعت صفية المهندسة بصوت شجي وقوي، ولغة رصينة جعل متابعيوها يرتبطون بصوتها وأحاديثها، وتعد رائدة في مجال العمل الإذاعي الموجه للمرأة، ويذكر أن صفية المهندس هي شقيقة الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس. - "قال الفيلسوف" برنامج يومي يذاع على إذاعة "البرنامج العام" منذ عام 1975 و حتى اليوم، يعرض البرنامج خير الصفات الجميلة للبشرية، والتي يفضل التعامل بها، وذلك بحسب الموقع الرسمي للإذاعة المصرية. البرنامج عبارة عن حوار بين الفيلسوف الحكيم والفتاة الرقيقة، التي تحاول أن تتعلم منه حلو الكلام وأجمل الصفات وأهم أمور الدنيا المختلفة، وما يصحبها من شئون الحياة، الحلقات يقوم ببطولتها الفنانة سميرة عبد العزيز، وتميز البرنامج كغيره من برامج تلك الفترة باللغة العربية السليمة ومخارج الألفاظ الواضحة. - "ما يطلبه المستمعون" البرنامج يمثل طفرة لمدى التفاعل بين الجمهور والإذاعة، بدأ البرنامج في ستينيات القرن الماضي من خلال الإعلامية الكبيرة سناء منصور في إذاعة الشرق الأوسط، وحققت خلاله نجاحات كبيرة، وتم استخدام اسم البرنامج لاحقا في برامج أخرى نظرا لشهرته الكبيرة. اشتهرت منصور بطريقة إلقاءها المميزة، ولايزال إلقاءها محفورًا في ذهن الكثيرين من أبناء الجيل الحالي مثل "المبدعون يلتقون.. يتألقون.. يبهرون"، و"إذاعة الشرق الأوسط من القاهرة". - "تسالي" غمض عنيك وامشى بخفة ودلع الدنيا هي الشابة وأنت الجدع تشوف رشاقة خطوتك تعبدك لكن أنت لو بصيت لرجليك تقع عجبي رباعية صلاح جاهين الشهيرة، كانت مطلع برنامج "تسالي"، الذي قدمته الإعلامية القديرة إيناس جوهر على إذاعة الشرق الأوسط، ويعد البرنامج واحد من أشهر برامج الإذاعة المصرية، رغم أن مدة عرضه 5 دقائق فقط لا غير، وكان البرنامج قد حصل على الترتيب السادس بين إذاعات العالم كأفضل برنامج يعطي جرعة ثقافية يومية للمستمع من خلال مسابقة أقامتها إذاعة "مونت كارلو" حول هموم الإذاعة المصرية منذ عدة سنوات. وخلافًا للزمن الماضي، أو زمن الفن الجميل كما يفضل محبوه أن يطلقوا عليه، تغير شكل الإذاعات المصرية تمامًا في السنوات العشر الماضية، وتخلى المذيعون عن اللغة العربية واللهجة الوقورة في الحديث، واستبدلوها بلغة أكثر عامية أكثر خفة وشباب، كذلك أصبحت البرامج هدفها الأساسي هو التسلية دون إضافة معلومات حقيقية، ومن أهم البرامج الإذاعية في الوقت الحالي: - "معاك في السكة" برنامج شبابي على إذاعة "نجوم إف إم"، يقدمه الإعلامي خالد عليش، وكما يتضح من اسمه فالهدف منه هو تسلية المستمعين في زحمة الطريق من الساعة الخامسة وحتى السابعة مساء، خالد يستخدم اللغة العامية، واشتهر ببعض المصطلحات الشبابية مثل "شهيص السكة" و "في الكنافة". - "كلام معلمين" يقدمه الإعلامي أحمد يونس على إذاعة راديو 9090 ، وهو برنامج ليلي، يستهدف ربط المستمع بالراديو من خلال المشاركه في كل فقرات البرنامج، إما عن طريق السوشيال ميديا أو التليفون أو الرسائل النصية من هذه الفقرات، ومن فقراته "أنت فين يا معلم" و"أخبار على طريقة المعلم". - "شعبي إف إم" "95 إف إم" تردد إذاعة "شعبي إف إم"، وهي واحدة من الإذاعات المصرية التابعة لأتحاد الإذاعة والتلفزيون، وكل أغانيها شعبية، وكذلك برامجها التي تحمل أسامي شعبية مثل "صباحو شعبي" و"واحد شعبي وصلحه".
