أعلن وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية، ثامر السبهان، اليوم، تعيين سفير جديد لبلاده في لبنان، خلال لقائه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون. وقال السبهان، خلال اللقاء، إن زيارته إلى لبنان، التي ستستمر 3 أيام، تأتي لاستكمال البحث في المواضيع التي تم الاتفاق عليها خلال زيارة الرئيس عون للسعودية في مجال تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا حرص الملك سلمان على أن يتابع الوزراء في البلدين النقاط التي تم الاتفاق عليها خلال القمة "اللبنانية-السعودية" التي عقدت في العاصمة السعودية"الرياض" الشهر الماضي. وأشار السبهان، إلى زيادة رحلات شركة الطيران السعودية إلى مطار "رفيق الحريري الدولي" وعودة السعوديين لزيارة لبنان وتمضية عطلاتهم السياحية فيه. من جانبه، شكر الرئيس اللبناني، الوزير السعودي على زيارته، وحمله تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشكره على الإجراءات التي اتخذها في سياق تفعيل العلاقات بين البلدين، مؤكدا على أن التوجيهات أعطيت للوزراء لاستكمال البحث مع نظرائهم السعوديين في المواضيع المشتركة. وفي سياق متصل، قال رئيس "حركة الناصريين الأحرار" في لبنان، الدكتور زياد عجوز، لوكالة"سبوتنيك" الروسية للأنباء، إنه بات من الواضح أن العلاقات "اللبنانية- السعودية" تأخذ منعطفا جديداً إيجابياً نحو توطيد العلاقات بين الدولتين الشقيقتين، هذه العلاقات التي سادها الكثير من الشوائب خصوصا خلال الفترة السابقة، حيث خرج لبنان عن الإجماع العربي في جامعة الدول العربية حول قضايا عدة لعل من أبرزها الملف السوري، الأمر الذي تبعه إلغاء الهبة العسكرية السعودية المقدمة للجيش اللبناني، موضحا أنه نتيجة الفراغ الرئاسي في لبنان سابقاً وبعد اهتمام المملكة العربية السعودية بالملف الرئاسي اللبناني وزيارة الوزير السعودي ثامر السبهان للمرة الاولى لبنان موفدا من خادم الحرمين الشريفين، عادت عجلة الحياة السياسية في لبنان الى الدوران مجددا وأدت زيارة السبهان الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة بزمن قياسي قصير. وأوضح العجوز، أن "لبنان اليوم على أبواب إجراء الانتخابات النيابية في ظل اختلاف وجهات النظر بين القوى السياسية حول القانون الذي سيعتمد للانتخابات"، مؤكدا أن هذا الخلاف السياسي قد يسمح في المجال لعودة الاضطرابات الأمنية وهو الأمر الذي ترفضه السعودية لا سيما وأن الرياض أبدت حرصها على تثبيت الاستقرار والأمن الداخلي اللبناني، ومن هنا نرى أن زيارة سبهان مجددا إلى لبنان تأتي كبادرة أخرى وقرار سعودي حازم بعدم ترك لبنان فريسة للصراعات السياسية وبعودة البلاد إلى الحضن العربي إضافة إلى عودة السعودية بكل ثقلها لتمارس دورها الريادي على مستوى لبنان والمنطقة وهذا ما صرح به الوزير سبهان لدى لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون. وأضاف العجوز، أن الخبر الأهم في ملف العلاقات بين البلدين، هو تعيين سفير سعودي جديد في لبنان، وهو الأمر الذي يدل على القرار السعودي بتحسين العلاقات إلى أعلى مستوياتها، مشيرا إلى أن كل هذه المعطيات تشير إلى أن لبنان مقبل على صفحة جديدة في العلاقات "العربية- العربية" والسعودية تأخذ دورها الكبير وخصوصا أمام المستجدات الإقليمية والدولية التي تتطلب أن يكون لبنان ساحة وحدة لا ساحة تفرقة. وتمنى العجوز، أن تتوطد أكثر العلاقات "السعودية- اللبنانية" لا سيما وأن لبنان لا يستطيع أن يخرج من بيئته العربية وأن لا يلتزم لغة الاجماع العربي، ولبنان اليوم أمام تطور سياسي واقتصادي كبير نتيجة تحسن العلاقات بين بيروتوالرياض.
