دائما ما ارتبطت انتصارات المنتخب المصري بأغنيات وطنية خرجت إلى النور لتعبر عن فرحة المصريين في أسعد لحظاتهم الكروية، وربما أضفت تلك الأغنيات طبيعة جديدة على كلماتها التي كانت تحفل بأسماء لاعبن بعينهم وتزهو بصفاتهم وتألقهم داخل المستطيل الأخضر. مع الإنجاز الذي حققه "الفراعنة" بحصولهم على كأس الأمم الإفريقية عام 2006، انطلق صوت المطرب حمادة هلال مدويًا يهز جنبات ستاد القاهرة الدولي، مفتخرا بما حققه رجال المنتخب من انتصار رفع رؤوس المصريين، ومستعرضا شكل الفرحة التي حدثت بعد عناء، قبل أن يحفظ الجمهور تلك الأغنية التي كرمت كل من "حسام حسن" و"عماد متعب" و"محمد بركات"، واختتمت ب"الساحر" التي وصفت ب"أبوتريكة يا فنان.. العب كمان وكمان.. قسّم وهات إجوان، وقلوبنا تدعيلك".
عدوى "أغاني حب مصر" انتقلت للمطربين العرب مع فوز المنتخب المصري بكأس الأمم الإفريقية 2008، حيث توافد الآلاف على مدينة "دبي الإماراتية" ليشهدوا تكريم "أحفاد الفراعنة" على إنجازاتهم، ليفاجئ الحضور بالمطرب الإماراتي "حسين الجسمي" يظهر على المسرح باكيا، ليشدو بأغنية تسللت إلى قلوب الملايين قبل أن تعيها أذنهم، فهو من افتخر فيها بطيب خلق المصريين والدفء التي تشعه تلك الأرض، والكرم الذي يشعر به كل من يعيش وسط أهلها. حلم الوصول لكأس العالم 2010 يقترب، مباراة واحدة تفصل المنتخب المصري عن الإنجاز الذي لم يتحقق منذ عقدين من الزمن، المطربون يتسابقون في صنع الأغاني الوطنية التي تسكن الوجدان قبل ساعات من مباراة "الفراعنة" أمام الجزائر في نوفمبر 2009، فذاك هو "محمد حماقي" يبكي معه الملايين وهم يرددون: "ولا أي كلام في أغاني إتقال في حبيبتي وكفّى.. دانا مصر حبيبتي في كافة وكل الدنيا في كافة"، ليرد عليه "رامي صبري" معترفا بمكانة مصر التي تحل في قلبه محل الأهل والجيران دون أن يرضى ببيوتها بديلا، قبل أن تختتم "شيرين عبد الوهاب" تلك الملحمة زاهية: "مصر هاتفضل غالية عليا.. جوا عنيا وروح الروح".
إخفاق المنتخب المصري للوصول إلى "مونديال 2010" لم يثن المطربين عن الحفاوة المستمرة بمنتخب بلادهم، خاصة بعد نجاح "أحفاد الفراعنة" في حسم البطولة الأفريقية للمرة السابعة في 1 فبراير 2010، ليعود "حمادة هلال" بأغنية جديدة تعبر عن الفرحة، قبل أن يتعالى صراخ "تامر حسني": "باحبك يا مصر يا بلد النصر.. رجالة وأهل كرم ومحبة وجدعنة في الشدة وأصل".
انتصارات المنتخب المصري التي أوصلته لنهائي بطولة الأمم الأفريقية الحالية ب"الجابون"، دفعت كل من المطرب الشعبي أحمد شيبة، والفنان محمود العسيلي ومغني الراب "زاب ثروت" لطرح أغنية قاموا فيها بدور مشجعين مصريين يفتخرون ب11 لاعبًا يمثلون قوام منتخبهم، رافعين الأيدي إلى السماء مستبشرين بعودة فريقهم بلقب "الكان". أغنيات عديدة لم يقصد صانعوها أن تكون أيقونة يعشقها المصريون في كل مناسبة كروية، فلا تزال الآذان تتوق إلى سماع أغنية "يا حبيبتي يا مصر" للفنانة الكبيرة شادية، ولم تنس الأيدي المصرية تصفيقها مع "ياسمين الخيام" وهي تصدح: "مبروك عليكم وعلينا.. يا رب كتّر أفراحنا"، لتأتي "نانسي عجرم"، ويتذكر المصريون معها بأنهم "ملوك الجدعنة" الذين يشربون من نيل مصر مع "شيرين عبد الوهاب"، قبل أن يغني الجميع مع "لؤي": "بلدنا في القلوب متشالة، ومهما تضيق عليها الحالة، ولادها أهلها ورجالة ماتعرفش الهزار".