إذا تحدثت عن نظرية المؤامرة فستجد فوائض منها فى مصر بعد أن اعتلى الإخوان سدة الحكم، فالجماعة السرية تفرض على المجتمع نغمتها، وما دام التآمر يحكم أفعالها فوق الأرض وتحت الأرض فإنها مجبولة على نقل أمراضها إلى الشعب وإدارة الحكم ومؤسسات الدولة، وإذا كانت الفطرة متآمرة وفق قوانين الجماعة فإنها تبحث دائماً عن الطرف الفاعل لتنال منه خوفاً من الانقضاض عليها وإعادتها إلى مربع المعتقلات والسجون، وفى الوقت الحالى يترسخ دور الجيش كوصى على الحكم وحامٍ لمدنية وعلمانية الدولة بالمفهوم الإسلامى الوسطى دون تفسيرات المتطرفين الظلاميين عن الفصل بين الدين والدولة. الوصىُّ يؤكد، يوماً بعد يوم، بعيداً عن ضحايا السذاجة الفكرية والمباشرة السياسية لأصحاب الدعوات الانقلابية، أنه يعرف ماذا يريد شعبه ويطمئنهم بين الحين والآخر، فإن الإخوان المتآمرين «المظلمين» يخشونه ولا يريدون له دواماً على حاله أو شهر عسل مع شعبه لأن استمرار الوئام يعنى سقوط الإخوان، فالشعب الذى ينادى جيشه فى جلساته ومنتدياته وقهاويه وكافتيرياته وشوارعه وحاراته يعلم جيداً أن الجيش رغم الأخطاء هو ضمانته لبقاء دولة مصر بوجهها الحضارى المستنير المتسامح الوسطى. يبحث الإخوان عن مخارج للمأزق الذى يضعهم فيه الشعب، فالجيش تزيد شعبيته على حسابهم، يستعجله البسطاء والمثقفون بوصفه المخلص، فلا يجدون سوى الأعوان الأتراك والقطريين، والتسريبات جاهزة وألاعيب المخابرات فى الدعايات السوداء ضد المؤسسة الوطنية حاضرة، وليكن من خلال الجارديان خليلة قطر لكى تشوه السيسى أو من خلال أتباع مخلصين مأجورين لكهف المقطم «ابن الأمريكانية» وغيره، أو من خلال حنجورى إرهابى كان يقبّل أقدام ضباط مباحث أمن الدولة فى الصعيد. قطر وتركيا تخططان للإخوان، وجلسات فنادق الخمس نجوم على نيل القاهرة تشهد على مؤامرة بيع وتقزيم مصر، ويلعب فيها أشباه رجال ومدّعو وطنية وسماسرة أدوار البطولة تحت رعاية الشاطر ومالك! مخابرات الدول التى تدعم الإخوان لا يهمها سوى انشغال الجيش لإبعاده عن الوصاية على الدولة المصرية واستنزافه فى مواجهة مع إرهابيين متطرفين يرتبطون بخطوط ساخنة مع جماعة «المظلمين»، فالإرهاب أصبح حرفة، والمرتزقة يتمتعون بالرعاية، والخيانة سمة، لأن المشروع من أساسه يتجاوز الوطن وينتصر للعمالة والسمسرة فى الأرواح والشعوب، الدم رخيص ما دام سيؤدى إلى أبدية الحكم، أنهوا هذه الدولة وليكن جيشها فى صدارة التصفية لعناصر القوة. يا جيش مصر، بعض قادتكم يتحدثون بلسان الواثق لكن المتآمرين بالطوابير يريدون نهاية المؤسسة وزوالها، وهنا أتذكر ما قاله الشاطر فى كواليس أحد البرامج التليفزيونية: «أفضّل أن أكون مقاولاً يبنى بعد أن يُهدم البناء حتى أتجنب مشقة ترميمه»، هكذا يفكرون، ومن ثم فالحرص فريضة، والانتباه ليس رفاهية، وهنا لا أبالغ فى قوة «المظلمين»، ولكن أذكّر قادة القوات المسلحة بأن هناك أجهزة مخابرات تخطط لجماعة المظلمين ضد الدولة المصرية، ولنا فى الانتخابات الرئاسية المثال والنموذج، فأردوغان هو من نصح «المظلمين» بترشيح أحدهم فى الانتخابات، وفى غرف عملياتهم كان الجميع حاضرين وعلى رأسهم القطريون، لتكون تابعاً ذليلاً للقطريين والأتراك. يا جيش مصر العظيم.. لا تأمن «المظلمين» واحترس فأنت المطلوب.