حذرت كتلة "تيار المستقبل" في البرلمان اللبناني من أن تحول حزب الله من مواجهة العدو الإسرائيلي إلى قوة مقاتلة جوالة تحت الطلب الإيراني تخوله الانخراط في الحروب والأزمات في المنطقة يزيد من توريط لبنان واللبنانيين في أزمات لا تنتهي وفي مخاطر كبيرة وخطيرة. ووصفت الكتلة - في بيان لها عقب اجتماع عقدته اليوم، برئاسة رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة- إعلان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أنه سيتسلم من سوريا أسلحة كاسرة للتوازن وأنه يشارك في القتال من أجل حماية وبقاء النظام السوري في مواجهة شعبه، بمثابة تحويل مسلحيه وميليشياته إلى قوات مرتزقة تمولها إيران، وتنفق عليها وتسيرها خدمة لأغراضها التوسعية بهدف فرض نفوذها في المنطقة. واعتبرت الكتلة، أن نصرالله يذهب إلى تمزيق فكرة لبنان الوطن، ويصادر المؤسسات الدستورية ودور لبنان الرسالة في المنطقة والعالم لينتقل إلى فكرة لبنان الثكنة والساحة الإيرانية المفتوحة بما يناقض مصالح لبنان ويقامر بتدميره. ودعت الكتلة، الشعب اللبناني والقوى السياسية اللبنانية إلى إدراك خطورة المواجهة التي أدخل حزب الله فيها لبنان، معتبرة أن القضية لم تعد أن لبنان منطلقا لمواجهة أطماع إسرائيل بل إن الأمر تحول إلى اعتبار لبنان منصة للانطلاق إلى خوض الحروب الإيرانية في المنطقة. ورفضت كتلة تيار المستقبل، في بيانها ما وصفته بالإدارة الانفرادية الخارجة عن الأصول والنظام الداخلي لمجلس النواب والتي يعتمدها رئيس مجلس النواب نبيه بري، معتبرة أن الجلسة النيابية العامة التي دعا إليها بري يوم غد، تمت بطريقة مخالفة لإحكام النظام الداخلي لمجلس النواب وهي تهدد بتوسيع وتعميق الشرخ في البلاد بسبب استمرار انقلاب حزب الله واستخدام نفوذ سلاحه في لبنان. وحذرت من أن الإصرار على طرح مشروع قانون الانتخاب المسمي بمشروع اللقاء اللأرثوذكسي بندا وحيدا على جدول أعمال الجلسة دون الافساح في المجال لمناقشة مشاريع أخرى من شأنه ضرب أسسس لبنان القائمة على العيش المشترك والتنكر لاتفاق الطائف وارتكاب جريمة لا تغتفر بحق الوطن وتماسك شعبه ووحدته الوطنية. وأعلنت الكتلة، أنها لن تشارك في الجلسة العامة للبرلمان غدا، داعية النواب إلى عدم المشاركة في الجلسة ومحذرة من الانزلاق نحو الانقسام الطائفي والمذهبي. ورفضت الكتلة ما أسمته بأساليب التهديد ومحاولات الترهيب والابتزاز التي يعتمدها حزب الله وأعوانه تجاه رئيس الحكومة المكلف تمام سلام بما يقوض النظام الديمقراطي اللبناني القائم على الحرية واحترام الآخر ويحوله إلى نظام خوف وتهديد وتسلط. ولفتت الكتلة إلى أن إعاقة حزب الله لتشكيل حكومة ينطلق من رغبة هذا الحزب وحاجته إلى حكومة تعطي شرعية للحروب التي يتورط بها خارج الحدود وضد الشعب السوري.