قرر المجلس الوطني لحزب الاستقلال المحافظ، الحليف الرئيسي للحكومة الإسلامية التي يسيطر عليها الإخوان في المغرب، انسحابه من الحكومة بعد عجز رئيس الوزراء، عبدالإله بن كيران، عن النظر إلى "خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي"، واتهم الحزب رئيس الوزراء ب"احتكار القرارات داخل الحكومة". وأوضح عادل حمزة، المتحدث باسم حزب "الاستقلال"، أن الحزب ينوي توجيه رسالة إلى الملك محمد السادس، لتوضيح الأسباب التي دفعت الحزب إلى ذلك القرار. واعتبر حزب "الاستقلال"، في بيان له، أن قراره جاء بعدما "نبه الحكومة إلى العديد من الأخطاء المرتبطة بإدارة المشاكل الاستراتيجية" في البلاد. ومن جانبه، أعلن عبد الله بوانو، مسؤول بحزب "العدالة والتنمية" المغربي، التابع لتنظيم الإخوان في المغرب، مساء أمس الأول، أن قرار حزب الاستقلال يجعل كل الاحتمالات واردة من تشكيل أغلبية جديدة أو الذهاب رأسا إلى انتخابات سابقة لأوانها. وقال عبد الله بوانو، رئيس الكتلة النيابية للعدالة والتنمية، إن "الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ستجتمع لدراسة الموضوع، وقد تتم دعوة المجلس الوطني للحزب للانعقاد من أجل اتخاذ الموقف المناسب". وشدد بوانو، على أن قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال "شأن داخلي يهم حزب الاستقلال، وهو قرار سيادي خاص به لا دخل لنا فيه". ويملك حزب الاستقلال 107 مقعدا من أصل 395 في البرلمان المغربي، ويشكل القوة السياسية الثانية في المملكة بعد "العدالة والتنمية"، وإضافة إلى وزرائه الخمسة، يتولى كريم غلاب، الذي يعد أحد قادته، رئاسة البرلمان. ومنذ انتخابه على رأس حزب الاستقلال في سبتمبر الماضي، كرر حميد شباط، هجومه الإعلامي على حكومة بن كيران، متهما إياها بسوء الإدارة والفشل. وحقق إسلاميو المغرب فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية مع نهاية 2011 في ظل ثورات الربيع العربي، لكن عدم فوزهم بالغالبية أجبرهم على التحالف مع حزب "الاستقلال" وحزبين آخرين.