أكد عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أنه عندما يتكلم العالم عن مصر، فهذا ليس تدخلا في الشأن الداخلي؛ لأن أثر مصر وأهميتها العظيمة، جعل لها شأنا عربيا وإسلاميا وإقليميا ودوليا، فالديمقراطية والحياة الدستورية والقومية العربية، ليسوا ضحايا للمرحلة الانتقالية، ونحن لازلنا نكافح لكي نحصل عليهم جميعا. وقال موسى، خلال افتتاح منتدى الاقتصاد العربي اللبناني، إن الربيع العربي هو تعبير استخدمه الأوروبيون تشبيها بتطورات شرق أوروبا، وما حدث في عالمنا هو حركة تغيير شاملة، ولابد أن نصفها بما هي عليه وليس كما يصفها الأوروبيون، مضيفا إن شاء الحكام أو أبوا، فنحن في القرن الحادي والعشرين، وأصبح من الصعب وضع الرأي العام في صندوق واحد بسبب تداعيات القرن، ومتطلباته بدليل وجود 60٪ من الشباب يتطلعون إلى أقرانهم في الدول المتقدمة. وأشار موسى، في حديثة إلى الجهات المتطرفة دينيا، التي قد تتكلم عن التراث الإسلامي بشكل ضيق في حين أن ماليزيا وتركيا نموذج جيد للدول الإسلامية التي ترفض أن تتبنى وجهات النظر المتطرفة. وحول الوضع الراهن في مصر، قال موسى، إننا لم نصل إلى الديمقراطية الكاملة، فمازلنا نحبوا إلى الديمقراطية في ظل غياب دستور عصري، ينظم حياة الناس طبقا لمتطلبات القرن الحادي والعشرين؛ لأن الديمقراطية هي النتيجة الوحيدة عن الثورات العربية. وقال موسى، إن النظام العربي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، لابد من تغييره لأن الناس والمتطلبات والظروف تغيرت وما حدث بعد الثورات في الخمسينيات ليس من الضرورة أن يتكرر، وأنه لا يظن أن الحكم العسكري قريب من الصورة الحالية، لأن الشعوب وخاصة الشباب يتطلعون إلى الديمقراطية، مشيرا إلى أن الوضع الاقتصادي مرتبط بالأمني والسياسي وتجربة حكم الأحزاب الدينية جاءت في وقت غير طبيعي بالنسبة للدول العربية، في ظروف اقتصادية في غاية الصعوبة، مصر تواجه أزمة غير مسبوقة في تاريخها، وهو تحدي وجودي بالنسبة لمصر ومستقبلها وبالنسبة للمنطقة ككل وشكلها، وأن ما نحن فيه ليس هو المحطة الأخيرة للتغيير. وتساءل موسى، عن الحكم الحالي، هل سيستطيع أن يقود عملية بناء مصر؟ مؤكدا إمكانيته دون الدخول في معارك لأن الحكم له شرعية ولكنها تكتمل فقط بالإنجاز والبناء. ونفى موسى، ما تردد بشأن وصف البعض للمعارضة، بأنها كانت سببا في تعطيل مصالح الدولة، موضحا أنها تحاول تصليح ما ورثته من أعباء، والمظاهرات لا تمنع وزارات الخدمات من إصلاح نفسها وتأدية دورها.