توعدت حركة 6 أبريل بجبهتيها، الرئيس محمد مرسى وتنظيم الإخوان، بموجة غضب عارمة فى القاهرة والمحافظات، على خلفية ملاحقة أحمد ماهر مؤسس الحركة الجمعة الماضى، بتهم إثارة الشغب والتحريض على التظاهر أمام منزل اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية فى مارس الماضى، رغم قرار المستشار طلعت عبدالله النائب العام بالإفراج عنه، مؤكدة استمرار الثورة لحين الإفراج عن جميع المعتقلين، ووصلت موجة الغضب للمصريين بالخارج، وتظاهر أمس أعضاء الحركة بفرنسا للمطالبة بالإفراج عن شباب الثورة. وقال خالد المصرى، المتحدث الإعلامى للحركة: إن «6 أبريل» لن تبتلع طعم الإفراج عن «ماهر»، بل ستواصل فعالياتها الجماهيرية ضد نظام «مرسى» الذى فقد شرعيته بشكل نهائى، مؤكداً أن بيان حزب الحرية والعدالة الذى يصف الحركة ومؤسسها بالوطنية والشجاعة «دبلوماسى»، حسب تعبيره، وهم يستخدمون النائب العام الإخوانى كذارع لتصفية الثوار. وأضاف ل«الوطن» أن تحويل القضية لمحكمة الجنح يؤكد نية النظام التنكيل بشباب الثورة. يأتى ذلك فى الوقت الذى تنوعت فيه تحركات أعضاء «6 أبريل» فى شتى المحافظات، ففى الغربية دعت الحركة لتنظيم وقفات احتجاجية أمام منزل النائب العام بطنطا، وسلاسل بشرية احتجاجاً على اعتقال «ماهر»، والتنديد بتلفيق النظام الحالى التهم للنشطاء المعارضين. وقالت حركة شباب 6 أبريل فى البحيرة، فى بيان أمس: إن اعتقال «ماهر» محاولة لإرهاب المعارضين لنظام الإخوان وتكميم أفواههم، مشيرة إلى أن النظام الحاكم يتحول بجدارة إلى نظام قمعى جديد يتفوق على نظام الرئيس السابق حسنى مبارك. وقال إسلام عادل، المتحدث الرسمى للحركة بالبحيرة: إن جميع الاتهامات الموجهة ل«ماهر» عارية تماماً من الصحة ولا ترقى حتى إلى مستوى الاتهام، مشيراً إلى أن الحركة ستتخذ جميع أشكال التصعيد السلمى ضد سياسات النظام الحالى. وقال على السيد، منسق الحركة بالفيوم: «ما يحدث سياسة ممنهجة من الرئيس والإخوان، للقضاء على الثورة وترهيب الثوار، لكن فى النهاية ستنتصر الثورة، وسيعود مرسى إلى مكانه الطبيعى وجماعته إلى السجن». وفى أسيوط، أعلنت حركة 6 أبريل مشاركتها فى المسيرات التى دعت إليها الحركات والقوى السياسية الجمعة 17 مايو الجارى، تحت شعار «الإخوان جوّعونا»، وأدانت ما سمته«تعنت قوات الأمن والأجهزة الأمنية وسعيها لقهر وإذلال رموز الثورة»، ومن بينهم مؤسس الحركة والناشطان حسن مصطفى وأحمد دومة وشباب «البلاك بلوك». وقالت الحركة بالقليوبية، فى بيان أمس، إنها لن تصمت على ممارسات الرئيس وجماعته فى القمع والاعتقال، ولن تقبل بالمساومات السياسية، وستنظم المسيرات فى ربوع مصر للتنديد بحكم الرئيس الذى يتلقى قراراته من مكتب الإرشاد ولم يقدم أى جديد حتى الآن. وقال بكر الشرقاوى، المتحدث الإعلامى للحركة بالقليوبية: إن نظام «مرسى» يتبع نفس نهج الرئيس المخلوع وأسلوبه القمعى. واعتبر أن ما حدث ليس بالجديد لأن الإخوان هم امتداد للفلول والعسكر، والحركة الصوت القوى الذى يزعجهم، مشيراً إلى أن الهدف من القبض على «ماهر» هو تعطيل الحركة عن هدفها الرئيسى وهو إسقاط «مرسى» ونظامه. فى الإطار ذاته، تواصل الغضب الثورى خارج مصر، بعد أن أعلنت حركة شباب 6 أبريل فى فرنسا تنظيم مظاهرة حاشدة فى العاصمة باريس رداً على القبض على «ماهر» أمس الأول، لدى وصوله من النمسا، وكذلك على ما وصفته ب«محاولات النظام الحاكم لاستهداف النشطاء السياسيين وشباب الثورة من أجل تصفية الثورة والقضاء على ما بقى منها» وفقاً لما أوضحه أمير سيد، المتحدث باسم الحركة فى فرنسا، فى تصريحاته ل«الوطن». وفى بيان شديد اللهجة جاء بعنوان «على الباغى تدور الدوائر» توعد شباب الحركة المقيمون فى فرنسا النظام الحاكم بسلسلة من الفعاليات الاحتجاجية فى مصر وفرنسا وبعض العواصم الأوروبية رداً على استهداف النشطاء من خلال المحاكمات، فى الوقت الذى يتزامن مع محاولات حثيثة للإخوان من أجل التصالح مع رموز ورجال أعمال النظام السابق، فضلاً عن أحكام البراءة التى حصل عليها رموز نظام «مبارك». وأضاف البيان: «أيها النظام المحكوم الفاسد ليس هذا هو البيان الأول الذى يأتيكم من الخارج، ولن يكون الأخير، رغم اعتقالكم لخيرة شباب هذا الوطن، شباب أجلسوكم على كرسى لم تطالوه شرفاً ولم تصونوه أمانة، وسلمكم الشعب على استحياء سلطة لم تكونوا منذ البداية أهلاً لها، وحتى الآن ليس بوسعكم إلا استخدام السطوة والقمع فتقبضون بأيادٍ مرتجفة على شباب يفضحون فشلكم وأطماعكم ظناً منكم بأن العاقبة بذلك تكون لكم، ونسيتم أو تناسيتم أن الثورة فى مجملها فكرة لا تسقط بسقوط الأشخاص». وتابع البيان: «نحذركم وننذركم بزوال حكمكم، لا لأنكم اعتقلتم رجلاً لن تنالوا من قدره مهما فعلتم، ولكن لأنكم تسيرون على نفس نهج النظام الذى أفناه أمثالُ من تعتقلونهم كل يوم بل أنتم الأكثر سرعة ورعونة وعناداً مما يجعلنا على يقين بأن عاقبتكم ستكون الأسوأ ليُضرب بها المثلُ فى قادم الأيام. ونؤكد بكل حزم وحسم من هنا من قلب أوروبا أننا لن نهدأ حتى نساعد شعبنا العظيم فى تحقيق أهداف ثورته البيضاء التى ما عكر صفوها إلا أنتم ولو كان سبيلنا فى ذلك هو إسقاطكم بكل الوسائل السلمية المشروعة».
