سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"وليد حمّاد".. شاب تقمص دور فتاة برحلة البحث عن أسباب التحرش في مصر تامر العشري: وجدنا صعوبة في إيجاد شاب يخوض التجربة..وكان لدينا تخوف من انكشاف شخصيته خلال التصوير
شاب يتجول بشوارع وسط البلد مرتديًا ملابس فتاة، مرة نهارًا وأخرى ليلًا، تارة يغطي رأسه بالحجاب وتارةً أخرى بدونه، لكن كلا المشهدين لم يُنجيانه من نظرات المارة وعباراتهم اللاذعة، من خلال تجربة مثيرة لمعالجة ظاهرة التحرش الجنسي في مصر، خاضها فريق عمل برنامج "أول الخيط"، الذي يقدم تحقيقات استقصائية تليفزيونية، متناولًا خلالها مشاكل المجتمع، وكانت التجربة هذه المرة لمناقشة ظاهرة التحرش من حيث رصد نسبتها وأشكالها، وهل تختلف من محجبة إلى غير المحجبة لم يكن تحقيق تلك التجربة الغريبة أمرًا يسيرًا على صنّاعه؛ حيث صادفتها بعض العراقيل، التي يتحدث عنها "تامر العشري" مخرج العمل، قائلًا "عندما قررنا تقديم العمل، كان من الصعوبة إيجاد شاب يخوض تلك التجربة، ويوافق على تقمص شخصية فتاة، إلى أن وجدنا وليد، الذي تحمس كثيرًا للفكرة، فقد كان أيضًا لديه الشغف في معرفة السبب في قيام الشباب بالتحرش، وكان ذلك أحد أهدافنا من العمل، وعندما وقع اختيارنا على منطقة وسط البلد للتصوير بصفتها أبرز الأماكن التي تشهد حالات تحرش، كان لدينا تخوف كبير من انكشاف الأمر؛ خاصة وأن التصوير كان بكاميرات خفية". التصوير في منطقة وسط البلد بكل ما تحمله من زخم مروري وبشري، تطلب مجهودًا أكبر، يقول عنه العشري "التصوير تم في يوم واحد، حيث استأجرنا شقة بمكانٍ ما حتى يستطيع وليد تبديل ملابسه بها، ثم انتقلنا بالكاميرات إلى منطقتي وسط البلد وقصر النيل من جهة الكورنيش، وتم التصوير ب4 كاميرات، اثنين منهم داخل سيارة ميكروباص تتبع وليد، واثنين يحملها مصوران يمران حوله دون أن يلحظهما أحد، كنا نتبع وليد في كل خطواته ونحاول رصد ما يتعرض له من مضايقات ورد فعله عليها، ونجحنا في عمل ذلك دون أن ينكشف أمرنا". كواليس تنفيذ الفكرة حملت بعض المفارقات والمواقف، والتي يتذكرها مخرج العمل بقوله "قبل بدء التصوير، اتفقنا مع وليد عدم الحديث مع أي شخص مهما حصل؛ خوفًا من كشف شخصيته من صوته وحدوث مشاكل بسبب ذلك، ولكن خلال التصوير وأثناء مرور وليد بالزي النسائي بوسط البلد بجوار الباعة الجائلين، اصطدمت قدمه بإحدى البضائع المتواجدة على الأرض فاعتذر إلى البائع وقال له: (أنا آسف)، فاندهش البائع (إزاي ست وبتقول آسف!!)، ولكن قبل أن يُصدر أي رد فعل كان وليد انصرف إلى السيارة، والحمد لله كنا في نهاية يوم التصوير، ومرت بسلام". تجربة ارتداء ملابس الفتيات والسير في الشارع لمعايشة ما تتعرض لهن من مضايقات، كانت بمثابة المغامرة بالنسبة ل"وليد حمّاد"، بطل تلك المغامرة، والتي يتحدث عنه قائلًا "دوري في العمل جاء بالصدفة، وكنت أتمنى أن أخوضها لمعرفة شعور الفتاة في ذلك الموقف، لكني وجدته أمرًا صعبًا على أي فتاة، حتى وإن كان تحرشًا لفظيًا فقط، وهذا النوع هو ما تعرضت له خلال التصوير، فمثلًا بوسط البلد كان هناك شاب يمشي خلفي لمدة تزيد عن النصف ساعة، وعندما لم يجد مني رد فعل؛ أمسك بيدي وقال (لازم نتعرف)، أما عند كورنيش قصر النيل، توقفت سيارة فارهة وقال سائقها لي (تعالي اركبي)، هذا بخلاف الكلاكسات المستمرة والعبارات البذيئة". تعليقات مُحملة بالهجوم والانتقادات تعرض لها "وليد"، من مشاهدي الحلقة سواء على التليفزيون أو من خلال موقع "يوتيوب"، وهو الأمر الذي علق عليه بقوله "منذ البداية كان قلقي الأكبر من خوض التجربة هو كشف شخصيتي أثناء التصوير ومعرفة أني رجل في زي امرأة؛ خاصة في ظل الحكم الإسلامي الحالي، ولكن بعد مرور التجربة بسلام، وجدت التعليقات تبتعد عن الموضوع الأساسي لظاهرة التحرش، وتطرقت أغلبها إلى الهجوم عليّ بسبب (التشبه بالنساء)، ولكني أقول لهم هذا الكلام يصح لو أفعل ذلك في حياتي اليومية، أما ذلك فكان يوم واحد لمعالجة مشكلة حقيقية".