دعا أحد زعماء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في شريط مسجل وضع على الإنترنت اليوم، إلى ضرب المصالح الفرنسية في "كل مكان"، وسارع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الإعلان أنه يأخذ هذه التهديدات "على محمل الجد". وانتقد رئيس مجلس الأعيان في التنظيم، أبو عبيدة يوسف العنابي، في التسجيل، "الحملة الصليبية الجديدة من فرنسا واحتلالها لأرض من أراضي المسلمين"، ملمحا بذلك إلى مالي، داعيا المسلمين "إلى التعبئة الشاملة والنفير العام". وقال هولاند إن فرنسا "تأخذ على محمل الجد" هذه التهديدات، مشيرا إلى أن "التهديد الإرهابي لم يتبدد" على رغم الخسائر الكبيرة التي مُني بها هذا التنظيم في مالي. وفي رسالة تحمل تاريخ 25 أبريل، دعا العنابي "أهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها إلى التعرض للمصالح الفرنسية في كل مكان، لأنه منذ اليوم الذي بدأ فيه هذا العدوان أصبحت تلك المصالح أهدافا مشروعة لكم". وردا على سؤال في مؤتمر صحفي في الإليزيه مع الرئيس البولندي برونيسلاو كوموروفسكي، قال هولاند إن "مسألة التهديد التي ذكر بها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، نأخذها على محمل الجد". وأضاف الرئيس الفرنسي "لقد ألحقنا خسائر فادحة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبر التدخل في مالي، لكن شبكات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي موجودة خارج مالي، ولذلك نعتبر أن من واجبنا متابعة التدخل في مالي طالما تطلب الوضع ذلك، حتى لو أننا قلصنا وجودنا، والاحتفاظ برقابة حول مالي للاستمرار في مكافحة الإرهاب". وبدأت فرنسا سحب قسم من 4500 جندي، أرسلتهم إلى مالي، ونقل مهماتهم إلى فرق المهمة الدولية لدعم مالي المؤلفة من 6300 رجل، لكنها أعلنت أن ألف جندي سيبقون في مالي إلى ما بعد 2013، حتى يدعموا عند الحاجة قوات الأممالمتحدة، التي ستحل محل المهمة الدولية لدعم مالي. وأكد هولاند، "يتعين علينا أيضا حماية منشآتنا، وهذا ما أصدرت تعليمات في شأنه، حتى لا نكون ضحايا أي من عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وأتاح التدخل الفرنسي استعادة كبرى المدن في شمال مالي، التي احتلتها منذ العام الماضي مجموعات إسلامية متصلة بالقاعدة. وقال هولاند، "أذكر، من دون أن أقيم مع ذلك أي رابط، بالاعتداء على مصالحنا في طرابلس، لذلك فان التهديد الإرهابي لم يتبدد، لذلك نريد أن يتصدى له جميع الأوروبيين".