إذا ذُكر شم النسيم ذكر التحرش.. هذا هو حال كل الأعياد فى مصر، فمع صباح يوم شم النسيم وقف عدد من الشباب على كورنيش النيل يتحرشون بثلاث فتيات فى حضور أفراد الشرطة الذين لم يعبأوا بالموقف. أحد هؤلاء الشباب ألقى عليهن كلمات غزل صريح، والثانى دفع رفيقاً له على فتاة، بينما مد الثالث يده على فتاة أخرى. على مفرش صغير جلس حسين الشريف، 60 عاماً، إلى جوار زوجته يتابع مشهد التحرش قائلاً: «زمان ماكناش بنشوف المشاهد دى.. الناس كانت محترمة وبتختشى». يتابع «الشريف» الذى خرج من بيته بغرض التنزه: «فى ساعتين بس قعدتهم على الكورنيش شفت العبر، عيال صغيرة بيعاكسوا بنات أصغر والعساكر واقفين يتفرجوا». أحد الباعة الجائلين بالكورنيش تحرش لفظياً بفتاة مرت من أمامه مسرعة ليعترض طريقها شخص ثانٍ دعاها إلى نزهة فى أحد المراكب النيلية لكن الفتاة تجاوزته وأسرعت الخطى وتابعت سيرها. فى مشهد مشابه تابع بعض الشباب فتاتين كانتا فى طريقهما ناحية ميدان عبدالمنعم رياض وقد سارعتا الخطى هرباً من متحرشين لاحقوهما من كل الجوانب غير أن تدخل بعض المارة أجبر المتحرشين على الابتعاد عن الفتاتين. شوارع وسط المدينة كانت أكثر هدوءاً من كورنيش النيل، إلا أن هذا لم يمنع 4 شباب من مضايقة فتاة عشرينية كانت بصحبة طفلة صغيرة لكن تدخل بعض الباعة حال دون استمرارهم فى مضايقتها. من جانبها، رصدت غرف المراقبة المركزية لمبادرة «شفت تحرش»، وجوداً ضعيفاً لقوات الأمن لا يتناسب مع أعداد المتنزهين، موضحة أن أغلب الموجودين من رجال الأمن غير مؤهلين، كما لوحظ احتشاد القيادات الأمنية مع بعضها البعض تحت الكوبرى لاحتساء شاى وحلبسة غير عابئين بالمواطنين والتجاوزات التى يتعرضون لها. وقال فتحى فريد، منسق حملة «شفت تحرش»، إن أعداد الأفراد النظامية لا تتعدى 200 شخص على مستوى بؤر وسط البلد وكورنيش النيل وأسفل كوبرى أكتوبر، لافتاً إلى أنه حتى الثانية ظهراً لم تتلق المبادرة سوى أعداد هزيلة لحالات التحرش، يتم توثيقها والتقدم ببلاغات فيها.