وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تنامي حظوظ المعارضة الماليزية بالفوز في الانتخابات التشريعية، المقر إجراؤها غدا، والتوقعات بتولي زعيم المعارضة أنور إبراهيم منصب رئاسة الورزاء، بأنه أشبه ب"ثورة سلمية" لم تعهدها البلاد منذ عقود طويلة. ورأت الصحيفة، في مقال افتتاحي أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم، أن هذه تعد المرة الأولى التي تبدو فيها ماليزيا مستعدة لاجتياز اختبار الديمقراطية الحقيقية منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1957، من خلال ذلك الاستحقاق الانتخابي الذي يشهد تراجعا لشعبية الحزب الحاكم أمام أحزاب المعارضة. وأوضحت الصحيفة "أنه بعدما تمكن الحزب الحاكم في ماليزيا، التنظيم الوطني الماليزي الموحد، من تعزيز بقائه في السلطة على مدار نصف قرن بانتهاج مزيج من السياسات الاستبدادية والفساد الإداري والمحاباة العرقية، يخوض الآن منافسة شرسة ضد التحالف الشعبي المعارض في ماليزيا، حسبما تظهر جميع استطلاعات الرأي". وعزت الصحيفة نجاح المعارضة الماليزية، على رأسها أنور إبراهيم، بعد 15 عاما من النفي خارج البلاد والاعتقالات، في حشد شعبية متزايدة إلى الجرأة والشجاعة التي لطالما أظهرها إبراهيم، إضافة إلى الحملة التي قادها رئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق من أجل تحرير النظام السياسي في ماليزيا منذ توليه المنصب عام 2009، حيث عمد رزاق إلى إلغاء بعض من القوانين والتشريعات القهرية والقمعية. واستبعدت الصحيفة الأمريكية أن يكون أنور إبراهيم حليفا قويا للغرب وإسرائيل، كما يحاول البعض تصويره، لافتة إلى أنه كان نائبا سابقا لمهاتير محمد، رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، وصانع النهضة الماليزية، كما أنه هاجم إسرائيل في كثير من الأحيان، زاعما بأن إحدى شركات العلاقات العامة الأمريكية، الواقعة تحت سطوة اللوبي اليهودي، تتلاعب سرا بالحكومة الماليزية. ورأت صحيفة"واشنطن بوست" أن أحد أسباب تزايد شعبية زعيم المعارضة أنور إبراهيم تكمن في تأسيسه ائتلاف من الشباب الماليزي الواعد، المنتمي للطبقة الوسطى، وشباب من الأقليات الصينية والهندية، فضلا عن وعوده بالقضاء على كافة القيود وسياسات التضييق الممارسة على وسائل الإعلام، والحيلولة دون استخدام ساحات المحاكم لأغراض سياسية. وتابعت الصحيفة، "لذا، فإن التساؤل الذي يفرض نفسه الآن هو إذا ما ستحرص الحكومة الماليزية حقا على إجراء انتخابات نزيهة حرة، لا سيما وأن بعضا من المراقبين والمحللين أعربوا عن مخاوفهم إزاء هذا الشأن في ضوء الهجمات المشنة ضد المواقع الإلكترونية المناصرة لأنور إبراهيم". ودعت الصحيفة، في ختام مقالها الافتتاحي، رئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق بتوجيه حزبه والمسؤولين المشرفين على الانتخابات بتوفير المناخ اللازم لإجراء انتخابات نزيهة، معتبرة أن إجراء انتخابات نزيهة وتقبل النتيجة بصدر رحب يمنح رئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق فرصة ليحظى بتقدير شعبي وأن يتذكره التاريخ دائما بكونه نصير الديمقراطية في ماليزيا.