أتوبيس خاص من وزارة التعليم العالي إلى الاتحادية، تفتيش أمني واحتجاز ل"الموبايلات والكاميرات" على بوابة القصر الرئاسي، أعقبها بعض الاعتراضات من الطلاب، لكنهم سرعان ما استجابوا لأوامر الحراسة، دقائق من الانتظار بإحدى الغرف، كانت تلك هي رحلة ممثلي اتحادات الجامعات المصرية للوصول إلى الرئيس محمد مرسي، كما عاشها إسلام فوزي، رئيس اتحاد جامعة حلوان وأحد أعضاء الوفد الطلابي إلى الرئيس، في إطار اجتماعه بهم لمناقشة مشاكل الجامعات اليوم. على مدار ساعتين داخل إحدى غرف القصر الرئاسي بالاتحادية، يحيط بها الحرس الشخصي للرئيس من كل جانب، تحدث ممثلي الاتحادات عن المشاكل التي تواجه الجامعات والتعليم، وقال هشام أشرف، رئيس اتحاد جامعة القاهرة، ل"الوطن"، بعد انتهاء الاجتماع: "كان اللقاء عبارة عن وعود بدون أي قرار، حيث أدار الجلسة محمد بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر، وتقدمنا بورقة تحمل مشاكل معظم الجامعات؛ أبرزها أزمة الأمن والمدن الجامعية، إلا أن الرئيس تجاهل كل المشاكل ولم يتحدث سوى عن أزمة جامعة الأزهر فقط واعدًا بحلها، وكان وعده بإعطاء الطلاب حق الإشراف والرقابة على المطاعم خاصا بحديثه عن الأزهر". ومن جانبه، علق كريم بلال، رئيس اتحاد جامعة عين شمس، ل"الوطن"، على اللقاء قائلا: "كلام الرئيس كان مرسلا وغير واضح، وبعضه مضحك، حيث ناقشناه في مشاكل كثيرة خاصة بالمستشفيات والأمن والمدن، بينما كان حديثه هو عن ضرورة الاهتمام بالمذاكرة والامتحانات"، وأضاف: "تضمن اللقاء بعض الانتقادات اللاذعة من الطلاب، حيث قال محمود رضوان، رئيس اتحاد جامعة الإسكندرية، للرئيس: إن النظام لم يسقط بل أصبح مجرد تغيير وجوه بنفس السياسات، وكذلك عقّب محمد صلاح، نائب رئيس اتحاد جامعة عين شمس، ساخرًا بقوله: "يا ريت الجماعة والرياسة دونت ميكس". وانتقد بلال خلال لقائه بالرئيس، إدارات الجامعات، قائلا: "خرجنا جميعا بمظاهرات طلابية يوم 28 أبريل الماضي، للمطالبة بتغيير الإدارات الفاشلة، ولكن لم يتم الاستجابة لنا، بينما كانت إجابات الرئيس تتلخص في وعود غير واضحة المعالم بالحل"، كما أوضح أن طلاب الإخوان جميعهم حضروا ولكن لم يوجهوا أي انتقادات للرئيس بل كان معظم حديثهم إشادات بكلامه، على حد قوله. "تابلت مصري هدية لكل طالب حضر اللقاء"، هذا ما أوضحه إسلام فوزي، رئيس اتحاد جامعة حلوان، خلال حديثه ل"الوطن"، واصفًا اللقاء بأنه "شأنه شأن أي اجتماع رسمي مع الوزير أو أي مسؤول من الوزارة انتهى بوعود دون حلول"، وأضاف: "أكدنا للرئيس أن للثورة أهداف وسوف نحققها مهما كانت القيادة"، مشيرًا إلى أنه تحدث عن المشاكل العامة التي تواجه المواطنين من أزمات تتعلق بالعدالة الاجتماعية والمعتقلين بصفة عامة والطلاب بصفة خاصة، مؤكدًا أن مشاكل الطلاب هي انعكاس لأزمات المجتمع العامة، مشددًا على ضرورة مشاركة الطلاب في المجلس الأعلى للجامعات بصفة رسمية وأن تكون اقتراحاته وآراؤه مفعلة.