تعرضت الأحياء السنية في مدينة بانياس السورية لقصف، بعد ظهر الجمعة، وذلك غداة مقتل أكثر من 50 شخصا في قرية سنية في المنطقة نفسها، التي تقع في وسط العمق العلوي، في ما اعتبرته المعارضة السورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان "مجزرة" من صنع قوات النظام. وللمرة الأولى، تمتد المعارك إلى مدينة بانياس الساحلية في محافظة طرطوس القريبة من محافظة اللاذقية. وتشكل المحافظتان قلب المنطقة العلوية التي يرى محللون إنها قد تشكل الملاذ الأخير لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأفاد المرصد عن مقتل فتى وإصابة والده بجروح بالغة بعد ظهر الجمعة في قصف على حي رأس النبع في جنوب مدينة بانياس الساحلية السورية مصدره القوات النظامية. وأشار إلى "تخوف كبير لدى الأهالي من مجزرة" على غرار تلك التي حصلت الخميس في قرية البيضا قرب بانياس. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف بدأ على مناطق في أحياء رأس النبع ورأس الريفة وأطراف حي القبيات وبطرايا، ثم طاول كل الأحياء الجنوبية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "الأحياء السنية في المدينة تتعرض للقصف، والقرى السنية جنوبالمدينة كذلك، والطرق إلى اللاذقية وطرطوس تنتشر عليها حواجز للقوات النظامية، ما يجعل فرار السنة إلى مناطق أخرى أمرا مستحيلا". وتساءل "ماذا ستفعل الأممالمتحدة؟ تترك هذه الأقلية السنية في محيط علوي محاصرة؟". ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "وقوع أحداث ترقى إلى جريمة إبادة جماعية" في قرية البيضا، مشيرا إلى أن "قوات الأسد مسؤولة بشكل مباشر" عما جرى. واعتبر أن "هذه الجريمة" تستدعي "تدخلا عاجلا من مجلس الأمن"، مطالبا "الجامعة العربية والأممالمتحدة بالتحرك السريع لإنقاذ المدنيين في بانياس وغيرها من محافظات سورية". وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها، إن القوات النظامية "نفذت عملية ضد أوكار للإرهابيين في البيضا"، وأنها قضت على عدد من "الإرهابيين" في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس. وأسفرت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة عن مقتل 29 شخصا، في حصيلة أولية للمرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويقول إنه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.