حالة من النشاط الفنى يشهدها حالياً المطرب خالد سليم، فبجانب الإعداد لألبومه المقرر إصداره فى عيد الفطر، يقسّم خالد وقته بين تصوير مسلسلين هما «حكاية حياة» للمخرج محمد سامى أمام غادة عبدالرازق، و«موجة حارة» للمخرج محمد ياسين أمام إياد نصار، واللذين يعود بهما للتمثيل بعد غياب خمسة أعوام. فى حواره ل«الوطن» يكشف خالد سليم عن تفاصيل المسلسلين وأسباب قبوله العمل بهما، وكذلك تفاصيل ألبومه المقبل، ويبدى رأيه فى الوضع الحالى لسوق الغناء فى مصر، وتصوراته عن سلبيات وإيجابيات الساحة الغنائية. * كيف جاءت عودتك للتمثيل بعد خمس سنوات من الغياب؟ - مشروع التمثيل بالنسبة لى من الأشياء التى أحرص عليها منذ بداية مشوارى الفنى، وتمت ترجمة هذا الحرص فى اختياراتى منذ أن قدمت فيلم «سنة أولى نصب» ثم فيلم «كان يوم حبك» وحتى مشاركتى فى بطولة مسلسل «آن الأوان» أمام وردة، وحتى فيلمى الأخير «عمليات خاصة» عام 2008، ومن وقتها عرض علىَّ الكثير من الأعمال ولكننى كنت متردداً نتيجة رغبة فى اختيار الأفضل، حتى عرض علىَّ مسلسل «حكاية حياة»، فوجدت فيه من عوامل النجاح المتوافرة ما جعلنى لا أتردد لحظة فى قبوله، بداية من فريق العمل الذى ضم غادة عبدالرازق والمخرج محمد سامى والمؤلف أيمن سلامة، وحتى طبيعة الدور نفسه الذى يختلف عما قدمته من قبل. * وبالنسبة لمسلسل «موجة حارة»؟ - عقب قبولى مسلسل «حكاية حياة» عرض علىَّ ثلاثة مسلسلات من ضمنها «موجة حارة» ولكن لم يجذبنى سواه، ووجدته أكثر من رائع، خاصة مع اختلاف الشخصية التى أقدمها عن مسلسل «حكاية حياة»، وكذلك فريق العمل بداية من اسم أسامة أنور عكاشة وحتى المخرج محمد ياسين مروراً بأبطال العمل المميزين. * كيف جاء استعدادك لكل شخصية؟ - فى «حكاية حياة» أقدم شخصية «يحيى» وهو رجل أعمال من عائلة أرستقراطية، يتعرض لبعض المشاكل فى عمله تدفعه لأن يدخل فى صدامات وعلاقات متشابكة مع معظم أبطال العمل، وتتضح خلال ذلك طبيعة شخصيته المتحايلة والمتسلقة، أما مسلسل «موجة حارة» فأقدم فيه شخصية الرائد «كمال شيحا» وهو ضابط بمباحث الآداب، وهو شخصية تقليدية سواء فى عمله أو فى علاقته بأسرته، وقد استعنت بالدكتور محمد عبدالهادى أستاذ التمثيل وأجريت معه جلسات مكثفة عن الشخصية حتى أتمكن من تجسيدها بشكل مختلف. * ألم تتردد فى المنافسة بموسم الدراما الرمضانية بمسلسلين فى وقت واحد؟ - على الإطلاق، فكل شخصية مختلفة عن الأخرى، ولكن بالتأكيد يتملكنى القلق مثل الكثيرين من ازدحام موسم الدراما الرمضانى بالعديد من الأعمال التى تحمل توقيع نجوم كبار، ولكنى فى النهاية على يقين من أنه لا يصح إلا الصحيح ولا يمكن للجمهور أن ينجذب إلا للعمل الجيد، وأثق أيضاً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وبالتالى أتصور وأتمنى أن يحالفنا النجاح فى العملين بقدر الجهد المبذول فى كل منهما. * ما مصير ألبومك الجديد؟ - كان من المفترض أن يطرح فى موسم الصيف ولكنى رأيت مع المنتج محسن جابر أن يتم إصداره فى عيد الفطر المقبل، عقب انتهاء عرض المسلسلين، لكى نستفيد من أصداء عرضهما، وفى نفس الوقت لم أستقر بشكل نهائى على الأغنيات التى سيضمها الألبوم، وحالياً أعقد جلسات عمل مع الموزعين وأجرى تسجيلات لبعضها فى الأستوديو، وأتصور أنه سيضم 10 أو 12 أغنية على أقصى تقدير. وقد حرصت على التنوع فى الأغنيات التى أقدمها فى هذا الألبوم، لذا تعاونت مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين والموزعين. * أنت الوحيد تقريباً فى جيلك الذى تحرص على تقديم الأغانى التراثية فما السبب؟ - طوال الوقت منذ أن كنت فى الجامعة ولدىَّ هذا الحرص من أجل عدة أسباب، أهمها حبى لأصول الغناء والموسيقى، وأيضاً من إجل إبراز إمكانياتى كمطرب ثم اكتشفت أن هذه الأغانى هى التى طورت قدراتى كمطرب، لذا لم أنس فضلها علىَّ وحرصت عقب تقديم ألبوم «عالم تانى» على الذهاب للأوبرا للغناء فيها، ولكن لسوء حظى لم أتقابل وقتها مع الأشخاص المناسبين لمساعدتى فى ذلك، ولذلك أقدم هذه الأغانى لكى أشبع حبى لهذه الأغنيات. * وماذا عن حرصك على الغناء باللهجة الخليجية واللغتين الإسبانية والإنجليزية؟ - تأثرت بكل أنواع الموسيقى التى سمعتها فى حياتى، ولا مانع لدىَّ من الغناء بأى لهجة أو لغة، طالما سيبرز ذلك إمكانيات معينة فى صوتى ويطور من إمكانياتى، وليس لدىَّ استعداد أن أقدم أغنية بلهجة أو لغة فى حالة وجود واحد بالمائة من الخطأ فيها، لذا أبحث عن الإتقان فى أى عمل أقدمه، كما أن كسر حاجز اللغة يفتح مجالات كثيرة للمزيد من التواصل فى مجتمعات أخرى، وهذا ما أبحث عنه. * كانت هناك حالة من التفاؤل بعد الثورة بشأن الأغنية وصناعتها هل تتفق مع ذلك؟ - بعد قيام ثورة يناير تفاءلت مثل الكثيرين بتحسين أحوال الفن والغناء والارتقاء بالأذواق، وكذلك توقعت صدور قوانين تحمى صناعة الغناء وتشجع المنتجين الجادين مثل محسن جابر ونصر محروس وغيرهما من المنتجين الذين «يحرتون» فى البحر، إن جاز التعبير، ولكن لم يحدث شىء من ذلك حتى الآن، ولكنى ما زلت متفائلا وكلى ثقة فى غد أفضل للغناء فى مصر. * ما المؤشرات الإيجابية والسلبية فى الساحة الغنائية خلال الشهور الماضية؟ - هناك أكثر من مؤشر إيجابى، منها نجاح ألبوم آمال ماهر، وأيضاً توجد على الساحة مواهب مبشرة مثل السورية وعد البحرى التى تتقدم يوماً بعد يوم، ولكن من المؤشرات السلبية انتشار الأغنيات الشعبية التى تسمى «أغانى المهرجانات» والتى تحتوى على كلمات كثيرة غير مفهومة تسبب إزعاجا، ولا أجد أى فن فيها رغم إعجابى بالغناء الشعبى. * هل ترى أن هناك تقصيرا من الدولة فى حماية صناعة الأغنية؟ - بالتأكيد فليس لدينا حتى الآن ما يضمن حقوق الملكية الفكرية للفنانين، سواء المطرب أو الملحن أو الشاعر، مثلما يحدث فى كل دول العالم، فلدينا خلل فى القوانين والتشريعات الخاصة بهذه الجزئية، بشكل يجعل الفنان يصاب بحالة إحباط، ومؤخرا فقط أنشأ المنتج محسن جابر جمعية لحماية حقوق الملكية الفكرية لكل العاملين فى الصناعة. * هل أصابك القلق من هجوم بعض الجماعات الإسلامية على الفن؟ - ما دمت أقدم فنى بشكل محترم ومميز فأتمنى ألا يوجد ما يجعل الغناء من المحرمات، لأننا كشعب حياتنا كلها مرهونة بالغناء منذ فترة طويلة ولنا ريادة كبيرة فى العالم العربى، وأتمنى ألا تصل الأمور لتحريم مثل هذا الفن الراقى، وما دام هناك فن هادف وجيد لن يستطيع أحد منعه أو مصادرته. * هل تعود قريباً للسينما؟ - متشوق للعودة للسينما، ومؤخراً جاءتنى عروض من شركات إنتاج كثيرة، ولكنى رفضتها لرغبتى فى العودة بشكل مميز، من خلال عمل يضيف لى وليس لمجرد الوجود، وكان لدىَّ سيناريو قبل الثورة عقدت فيه جلسات مع عدد من كتاب السيناريو لصياغة مشروع سينمائى ولكن توقف العمل به وقت الثورة، رغم وجود جهة إنتاجية، ومنذ أسابيع بدأنا فى الحديث عنه مجدداً وقريباً سيكون هناك اجتماع يثمر عن مشروع.