جددت المستشارة تهانى الجبالى، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، دعوتها للقوات المسلحة للتدخل لإدارة شئون البلاد والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة كضرورة ملحة للتخلص من الحكم الإخوانى الذى جعل مصر تعيش فى عصر المندوب السامى الأمريكى -على حد قولها. واتهمت الرئيس محمد مرسى وتنظيم الإخوان بمحاولة هدم مؤسسة القضاء من خلال زعم أن القضاء فاسد يجب تطهيره. * لماذا يتربص الإخوان بالقضاء؟ - القضاء هو إحدى أهم مؤسسات المرجعية، والمسئول عن دولة القانون التى ستحاسب السلطة، وعليه يجب أن يدخل بيت الطاعة، فهم يريدون أحكاماً طبقاً لهوى تنظيم الإخوان تساعدهم فى التمكين من السلطة، وليس أن يقف على مساحة واحدة من المواطنين ويكون بعيداً عن الرئيس أو الحكومة، فالإخوان لا يؤمنون بالمرجعية الدستورية، والقانونية، فهم يريدون إعادة معايير المبادئ والقوانين وفقاً لمرجعيتهم. * هل هناك محاولات لهدم القضاء؟ - الشواهد تؤكد أن هناك عدواناً على السلطة القضائية، ومحاولة لهدم مصداقيتها لدى الشعب، وإهدار قيمة وقدر القضاة، لذا فالادعاء بأن القضاء فاسد يجب تطهيره، وتحدى الأحكام القضائية وعدم تنفيذها، وعزل النائب العام، و7 من قضاة المحكمة الدستورية، وسعيهم لقانون جديد لذبح القضاء، هو محاولة جدية لهدم القضاء، وربما تخريج دفعات قضاة من الذين يحكمون بالقضاء الشرعى وخلق قضاء طائفى، فنجد قضاءً شرعياً وقضاءً ملّياً يحكم للمسيحيين وذلك يمثل مدخلاً للطائفية، وإنهاء دور القضاء الوطنى الموحد ونسمات الدولة الوطنية الحديثة. * ما تعليقك على استقالتى وزير العدل والمستشار القانونى للرئيس؟ - استقالة المستشار أحمد مكى جاءت متأخرة للغاية، لأنه شارك فى العدوان المتكرر على القضاء مع مرسى، والتاريخ سيذكر أن السلطة التنفيذية لم يكن لها موقف من حصار المحكمة الدستورية العليا أو عزل النائب العام، إضافة إلى عزل 7 قضاة من المحكمة الدستورية، وللأسف ما كتبه مكى فى الاستقالة، كان اعتراضاً على من هتف ضده وليس على القانون المشبوه، أما استقالة محمد فؤاد جاد الله المستشار القانونى للرئيس، فجاءت متأخرة للغاية هى الأخرى، أتت بعد طول عدوان انتهكت فيه مؤسسة الرئاسة حرمات قانونية، ولم تغفر له سكوته وتبريره لانتهاك القضاء، وهى محاولات للنجاة من السفينة الغارقة، وكل ما ذكره «جاد الله» فى استقالته من مبررات مثلت مسامير فى نعش النظام والشرعية. * ما رأيك فى دعوات تطهير القضاء؟ - الغريب أن من ينادون بتطهير القضاء ارتكبوا جرائم بالأمس وصحيفة جناياتهم لا تجعلهم يرفعون أعينهم فى وجه القضاء، والقاضى مواطن خاضع للقانون وحين يرتكب خطأً مهنياً يحاسب عليه بالقانون، ومنع قاضٍ من ممارسة عمله لاتهامه بالفساد يعتبر كلاماً فارغاً، واستخدام لفظ تطهير القضاء إهانة، والدعوة إلى محاصرة منازل القضاة إرهاب، نحن فى صراع على مفهوم الدولة الوطنية. * هل ما زلت عند مطلبك بتدخل القوات المسلحة والدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟ - أتمنى هذا حمايةً للوطن، خاصة أن فوز مرسى بالرئاسة جاء بدعم تنظيم غير شرعى، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ضرورة ملحة، مصر حالياً بها 300 رئيس يحكمونها من خلال الإخوان، مصر تدخل فى مرحلة من الممكن أن يكون بها انحطاط واضمحلال ومنع الشعب المصرى من الوصول إلى ما أراده بثورة 25 يناير، إضافة إلى أن مرسى فقد شرعيته، بجانب تزايد الخطر على الأمن القومى المصرى فى الداخل والخارج، وما دمنا وصلنا لهذا الحد فيجب التخلص من الحكم الإخوانى، الذى يمارس ويطبق سياسة الإحلال والتجديد فقط، نحن للأسف أصبحنا نعيش فى عصر المندوب السامى الأمريكى، لذلك يجب تدخل الجيش والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.