من يمكن أن يسرب معلومات تخص الأمن الوطنى؟ بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة: الأمن الوطنى نفسه، أو أحد المتعاونين معه. هل عندك أى احتمالات أخرى؟ يعنى هل من الممكن أن يكون أحدهم ماراً بجوار الأمن الوطنى فى مدينة نصر أو فى طريق 6 أكتوبر فلفت نظره شنطة (سنسونايت مثلاً) وفتحها، فوجد بها معلومات تصادف أنه كان صحفياً ب«المصرى اليوم» فنشرها؟ هل يمكن ذلك؟ طبعاً ممكن، مثلما من الممكن أن تفتح السمكة وتلاقى الخاتم الذى وقع من الصياد فى قلب البحر قبلها بيوم، واشترى فى اليوم التالى كيلو سمك، وزوجته فتحت السمك، فوجدت الخاتم. كل شىء ممكن. ممكن طبعاً أن تصدق ما نشرته «المصرى اليوم» نقلاً/ تسريباً عن الأمن الوطنى (أمن الدولة سابقاً)، من أنهم حصلوا على تسجيلات لقيادات الإخوان المسلمين مع عناصر فلسطينية من «حماس» يخططون فيها للثورة.. خمسة تسجيلات بالتمام والكمال ظهرت الآن، والآن فقط، لكى تقول إن الإخوان استعانوا بعناصر فلسطينية لنزول الثورة، وإن من بين هذه العناصر من كان يجهز «المقلاع» فى مكان مهم (ورا المتحف) يوم موقعة الجمل، ثم طبعاً لا تنسَ المكالمة العظيمة التى يشكر فيها الأخ «م. ب»، الذى هو محمد بديع يعنى، قيادى «حماس» على مساعدتهم لهم فى الثورة!! «تويتر» حوّل الأمر إلى «إفيه» مع العديد من التعليقات الساخرة عن الخبر الذى يؤكد أن تلك التسجيلات سلمها الأمن الوطنى إلى خيرت الشاطر، وبما أن كل الاحتمالات مفتوحة على طريقة الخاتم والسمكة دعنى أحدثك عن المعنى الذى وصلنى: * جهاز الأمن الوطنى يثق فى «المصرى اليوم». * معنى التسجيلات، إن صحت، أن الثورة صنيعة إخوانية من البداية، بمشاركة «حماس»، وأنها كانت مخاطرة محسوبة منهم، وأن موقعة الجمل من إخراج مكتب الإرشاد، وأن الباقين كومبارس حشدهم الإخوان ليس أكثر. * جهاز الأمن الوطنى يثق فى «المصرى اليوم». * جهاز الأمن الوطنى لا يستحيى من هذه التسريبات، ولا يستحيى أن يصرح بأنه كجهاز أمنى أقل من نفوذ خيرت الشاطر. * جهاز الأمن الوطنى يثق فى «المصرى اليوم». * صحة هذا الخبر تؤكد أن أمن الدولة (الأمن الوطنى) يلعب ضد الإخوان الذين هم يحكمون الآن، وأنه جهاز (وطنى) يريد حماية مصر من الإخوان وفضحهم أمام الجميع، ولهذا أقترح إنشاء صفحة اسمها: «إحنا آسفين يا أمن الدولة». * عدم صحة الخبر يثبت أن جهاز الأمن الوطنى لا يختلف كثيراً عن جهاز العروسين، وأن رئيسه هو الحاج عبدالرحيم عمرو. * جهاز الأمن الوطنى يثق فى «المصرى اليوم». * إذا صح هذا الخبر فأين هذه التسجيلات من البداية؟ ولماذا لم يعلن عنها لشرح أبعاد المؤامرة على مصر؟ ولماذا لم تقدَّم للنيابة كدليل فى محاكمات موقعة الجمل مثلاً؟ ألا يعد ذلك نوعاً من التواطؤ من أمن الدولة الوطنى ضد الوطن؟ * الذين سارعوا بتكذيب «المصرى اليوم» على خبرها منزوع المهنية مجهّل المصادر موجّه الأهداف، لماذا لم يتحدثوا عن العناصر التى أمدت «المصرى اليوم» بهذه المعلومات لكى يتم التحقيق معها ومحاكمتها؟ لأن نشر مثل هذا الكلام بهذا الشكل فى هذا التوقيت يقول إن المواجهة فعلاً صارت مكشوفة، فإما أن الأمن الوطنى خونة أو الإخوان خونة، أو كلاهما ولاد 60 فى 70، فاللهم أهلك الإخوان بالأمن الوطنى وأخرجنا من بينهم سالمين. * يذكرنى الأمر بموضوع الحمامة الزاجلة التى أعلنت الداخلية عن القبض عليها وهى تحمل فى قدميها «ميكروفيلم» ينقل أسرارنا للأعداء، ما تسبب فى الشك فى كل الحمام لدرجة جعلت كل من يمتلك «غية» يمسك بحمامه خوفاً من اتهامه بأى شىء، فهل هذا هو ما يريده الأمن الوطنى فى المرحلة المقبلة؟ الدرس المستفاد من هذا الخبر: المقلاع وراء المتحف، وتسجيلات أمن الدولة لا تذهب إلى النيابة، بل إلى «المصرى اليوم».