شهدت اللجان الانتخابية بالإسكندرية إقبالاً محدوداً من قبل الناخبين، مقارنة بالحجم الكبير الذى شهدته الجولة الأولى، ورصدت «الوطن» قلة عدد الناخبين المصاحبة لحالة الهدوء خلال الساعات الأولى لفتح باب التصويت، وحتى نهاية يوم أمس. واستبدل الناخبون بالإسكندرية الوقوف فى طوابير الخبز بطوابير اللجان الانتخابية، بعد أن اصطفوا بالساعات فى الجولة الأولى واختاروا مرشحين لم ينجحوا فى المرور إلى جولة الإعادة، ويبدو أن حالة من الإحباط أصابت المواطنين فى الإسكندرية بعد اختيار أكثر من 600 ألف ناخب للمرشح الخاسر حمدين صباحى فى الجولة الأولى، يليه كل من الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، ثم عمرو موسى، بينما نجح فى الوصول إلى جولة الإعادة كل من الدكتور محمد مرسى، والفريق أحمد شفيق، اللذين جاءا فى المركزين الرابع والخامس بالترتيب فى اختيارات أبناء الإسكندرية. وعلى العكس من الإقبال المحدود فى كل المدينة، شهدت مناطق غرب الإسكندرية إقبالاً كبيراً من الأقباط الذين وزعوا بياناً منسوباً لأسقفية الشباب للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أمام كنيسة «مارى جرجس» بمنطقة كرموز، يحث المسيحيين على انتخاب أحمد شفيق. بدأ البيان الممهور بختم الكنيسة بعبارة «أبانا الذى فى السماء»، ثم جاء فى بعض أسطره أن «الأحداث تجرى فى مصر بصورة متسارعة فى اتجاه لا يقدّر الشعب القبطى ولا يحترم رغباته فى بناء مصر الثورة الجديدة التى تحترم كل الأديان، والابتعاد عن دولة دينية متسلطة تحكم بالسيف على من يخالف سلطاتها، لذلك رأت أسقفية شباب الكنيسة الأرثوذكسية دعوة شعبها، وشباب هذا الشعب فى قلب توجهاتها، لانتخاب الفريق أحمد شفيق من أجل صيانة الحقوق واحترامه لشعب الكنيسة وتقديره لها». وتسبب رفض القضاة والمشرفين على العملية الانتخابية استخدام أقلام حبر من خارج اللجنة أثناء عملية التصويت فى حدوث حالة من الذعر والشكوك لدى نسبة كبيرة من الناخبين، حيث اعتقد عدد منهم أن إلزامهم باستخدام الأقلام الموجودة داخل اللجان، أولى خطوات التزوير لصالح أحد المرشحين. ووسط مخاوف من عملية التزوير قرر عدد من الناخبين التصويت بأقلامهم الخاصة، وأكدت «نفيسة على» ربة منزل، أمام لجنة على بن أبى طالب بدائرة المنتزه، رفض القاضى استخدامها القلم الحبر الذى اشترته لإتمام عملية التصويت، مشيرة إلى أن الشائعات التى انتشرت خلال اليومين الماضيين عن وجود أقلام يمكن محو ما يتم كتابتها به بسهولة، هو الأمر الذى دعاها إلى شرائه. وفى السياق ذاته أكد المستشار أحمد إسماعيل رئيس لجنة «41» بمدرسة أحمد حلمى مراد، أن اللجنة العليا للانتخابات سلمت جميع اللجان أدوات خاصة بالعملية الانتخابية، متضمنة أوراقاً وأقلاماً وأحباراً. من ناحية أخرى، كمّم عدد من الشباب أفواههم ووقفوا فى سلسلة بشرية، بشارع مصطفى كامل بمنطقة «بكوس»، مؤكدين ل«الوطن» أنهم لا ينتمون إلى أى حركة أو تيار سياسى، للتنديد بإجراء جولة الإعادة بين مرسى وشفيق، اللذين لم يعبّرا عن الثورة. وقال باسم الأزهرى (17 سنة) أحد المشاركين فى السلسلة البشرية: «نحن لا نريد إلا حق الشهيد، فكيف نتوجه لصناديق الاقتراع للتصويت ما بين مرسى وشفيق، والقتلة خرجوا من السجون؟». ورفع المشاركون فى السلسلة البشرية لافتات دوّنوا عليها عبارات تعبر عن مقاطعتهم لجولة الإعادة مثل «لن نخون دم الشهداء»، «لا نريد انتخاب من لا يجلب للشهداء حقهم». أما «أم السيد» 55 سنة، ربة منزل، فقالت إنها ستنتخب شفيق لأنه «اللى هيلمّ الشارع وحيجيب رغيف العيش». وأزالت قوات الصاعقة البحرية العشرات من اللافتات الدعائية للدكتور محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة من أمام بوابات معظم اللجان الانتخابية. وقال الفريق مهاب مميش، قائد القوات البحرية وعضو المجلس العسكرى، إن الجيش ضاعف أعداد القوات المكلفة بتأمين اللجان الانتخابية بالإسكندرية مقارنة بالجولة الأولى وذلك للتصدى بكل حسم ضد أى محاولة للخروج عن الشرعية. وبدوره، قال مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية اللواء خالد غرابة، إنه كلف أفراداً من الشرطة السرية، والنظامية، بالوقوف لتأمين اللجان الانتخابية بمختلف أنحاء الإسكندرية.