سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القوى المدنية بالإسكندرية: تساقط "حاشية" مرسي دليل على قرب "غرق المركب" نشطاء: من التفوا حول الرئيس إما طامعين في المكاسب أو مخدوعين في الجماعة.. والصنفان انفضا من حوله بعد إدراك أن الإخوان لا يعملون سوى لمصالحهم فقط
اعتبرت القوى المدنية والثورية بالإسكندرية أن استمرار مسلسل استقالات "حاشية" وأتباع ونواب ومستشاري الرئيس محمد مرسي من حوله، دليل واضح ودامغ على رؤية المقربين من مركز صناعة القرار الاقتراب الشديد للحظة "غرق المركب"، وأن المستبدين بكل أشكالهم يذهبون إلى خارج التاريخ ولا يبكي عليهم أحد. وقال رشاد عبدالعال، المنسق العام للتيار الليبرالي المصري، إن الاستقالة التي تقدم بها الدكتور فؤاد جاد الله، مستشار الرئيس للشؤون القانونية، تعد بمثابة صفعة مؤلمة للرئيس وجماعة الإخوان المسلمين، لا سيما أن الحيثيات التي ذُكرت في نص الاستقالة كشفت حجم العوار الذي يكتنف مؤسسة الرئاسة وإدارتها للبلاد بلا رؤية حاكمة تسترشد بها، وإصرارها على اغتيال السلطة القضائية وفرض نائب عام غير شرعي وتقويض دعائم دولة سيادة القانون. وأضاف أن الاستقالة جاءت بمثابة شاهد إثبات على الجريمة التي تُرتكب بحق مصر وثورتها من قبل جماعة الإخوان الحاكمة، التي انحرفت عن عمد عن تحقيق أهداف الثورة تسعى بدأب نحو أخونة مؤسسات الدولة، غير عابئة بالتضحيات والدماء التي قدمها الشهداء من أجل بناء وطن قائم على الحرية والعدل والمساواة، وغير مكترثة بالاحتقان السياسي والطائفي جراء تهميشها لباقي مكونات الطيف السياسي والمجتمعي. وانتقد عبدالعال ما وصفه باستئثار جماعة الإخوان بمفردها بالسلطة وتهميش باقي القوى السياسية وشباب الثورة، والتعنت في الإبقاء على حكومة وصفها بأنها ضعيفة وفاشلة لا تحظى بأي تأييد شعبي، معتبرا أن سيل الاستقالات المتلاحقة من رئاسة الجمهورية ربما تؤخذ في سياق الهروب الكبير قبل سقوط السلطة الإخوانية الحاكمة. وأوضح محمود الخطيب، المسؤول الإعلامي لحركة شباب 6 أبريل، أن الأوضاع في مصر تتجه في نفق مظلم لا يعلم أحد نهايته، وأن السلطة الحاكمة لا يهمها مصير الدولة بقدر اهتمامها بالسيطرة على المناصب والمواقع الحساسة بها، في وضع أشبه بمن يصر على قيادة سيارة رغم أنها ستنزلق من فوق جبل ويموت جميع من فيها. وأشار إلى أن استقالة المستشارين محمود وأحمد مكي من منصبيهما كنائب للرئيس ووزير للعدل، تترك علامات استفهام كبيرة، حيث كانا العقل المحرك للرئيس في الجانب الحقوقي، ثم جاء انسحاب الدكتور فؤاد جاد الله ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير، وتؤكد حتمية نهاية المشهد بعد أن أصبح مرسي يغني منفردا على العرش بلا حاشية أو محيطين. وأضافت نجلاء فوزي، منسق حزب غد الثورة بالإسكندرية، أن جماعة الإخوان لديها من التكبر والغرور ما يمنعها من قراءة المشهد بصورة صحيحة، على الرغم من خطورته الشديدة عليها، مؤكدة أن النظرة الاستعلائية التي تتعامل بها ضد المعارضة اليوم هي ذاتها ما كانت تمارسها معهم وهي ترتمي في أحضانهم إبان النظام السابق، لكنها استوحشت الآن بعد وصولها للحكم. ووصفت استقالة أغلب مستشاري الرئيس ومعاونيه بالفشل الإخواني في الاستخفاف بعقول المصريين، حيث أرادت أن تقنعهم زورا وبهتانا بأنها تعمل على التنوع والقيادة المشتركة، في الوقت الذي تستأثر لنفسها بكل شيء حتى المواقع غير المؤثرة، مضيفة: "لو أن منهم رجل رشيد لفكر في أسباب انفضاض المحيطين بمرسي من حوله، ولعلم أن المركب أوشكت على الغرق إذا استمروا بنفس سياساتهم". وأشار محمد عبدالكريم، عضو المكتب التنفيذي للحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير "لازم"، إلى أن من قبلوا شغل هذه المناصب من الأساس كانوا صنفين؛ إما طامعين في مكاسب يحققونها من وراء الإخوان، أو منخدعين بشعارات الجماعة الزائفة بمحاولات التقريب بين الجميع والعمل في بوتقة واحدة. وتابع: "الصنف الأول أدرك جيدا أن الإخوان لا يتركون المكاسب والمغانم سوى لأعضائهم، ويمنعوها حتى عمن يتقرب منعم ويعمل من أجلهم، والثاني أدرك أن الجماعة لا تهدف سوى لمصالحها فقط، وبعيدة كل البعد عن أي واجب وطني أو من أجل المصالح العليا للدولة، ما جعل الصنفين ينفضوا من حولها وحول الرئيس".