اشتكى عدد كبير من الفلاحين بأسيوط، من عدم اهتمام الحكومة بهم مع اقتراب موسم الحصاد، وما يعانيه الفلاح من مشقة لتوفير احتياجاته لهذا الموسم من سولار وأيدي عاملة ومعدات، إضافة إلى عدم رعايتهم أثناء موسم زراعة القمح وحصاده. ويقول عادل أحمد، مزارع من بني رافع بمنفلوط، إن محصول القمح يعتبر من المحاصيل الصيفة الشاقة، بداية من زراعتها حتى حصادها، وعلى الرغم من كونه محصول غذائي رئيسي إلا أن اهتمام الحكومة به يكاد يكون معدوما، لعدم توفير الجمعيات الزراعية وبنك الانتمان الزراعي سلالة جيدة من التقاوي وتوفير كميات كافية من الكيمياوي، ومن هنا يلجأ المزارع إلى شراء التقاوي من التجار بأسعارعالية يصل سعرها إلى ضعف الثمن. ويضيف محمد كدواني، مزارع من قرية الحواتكة، "الحكومة لا تساعدنا في زراعة القمح، فنحن نعاني من رحلة عذاب بداية من زراعته وحتى تسويقه، فالدولة تتركنا لاحتكار التجار علاوة على عدم توفير التسويق الكافي والشون بالجمعيات التعاونية". وناشد كدواني، الحكومة بالتركيز على محصول القمح، لأنه الغذاء الرئيسي لكافة أطياف المجتمع المصري، ومساعدة الفلاح وتحفيزه وتسهيل كل مقومات واحتياجات زراعة القمح. ويوضح حمادة عبدالغني، "قمت بزراعة القمح وصرفت من بنك التنمية 2 كيس كيمياوي للفدان، مع أن الفدان يحتاج إلى 8 شكاير، ما يضطرنا لشراء باقي الكمية من السوق السوداء، الأمر الذي يجعلنا نعزف عن زراعة القمح لتكلفته العالية وقلة دخله". ومن جانب آخر، أكد المهندس أحمد رفعت، وكيل وزارة الزراعة، أنه منذ زمن بعيد لم نشاهد زراعة القمح بصورة كبيرة، ففي العام الماضي تم زراعة 180 ألف فدان فقط والآن قفز إلى 2002 ألف فدان، وهذا إنجاز، موضحا أن هناك استعدادات لاستلام القمح من الفلاحين عن طريق بنك التنمية الزراعية والمطاحن والمخازن والصوامع، وسيتم استلام القمح وتفريغه في الصوامع، كما يتم صرف الفوارغ من البنك والمطاحن ثم رده، مشيرا إلى اختلاف سعر الأردب عن العام الماضي بزيادة في السعر، حيث وصل إلى 385 جنيه بدلا من 375 حسب درجة النظافة، موضحا أنه سيتم استلام القمح الذي يتم استخدامه في الخبز وليس المكرونة. وذكر نقيب الفلاحين بأسيوط، حسين عبدالمعطي، أن الحكومة وقعت في خطأ فادح بتحديدها سعرأردب القمح بعد زراعة الفلاح له، ومن المفترض أن يعلم سعر شراؤه قبل زراعته أيضا، حتى يتمكن الفلاح من حساب تكاليفه وحجم المكسب والخسارة بالنسبة له. وتساءل نقيب الفلاحين "كيف تستورد الحكومة القطن من الخارج وما زال حتى الآن المحصول مخزون لدى الفلاح لم يتم؟"، مشيرا إلى أهمية القمح للاكتفاء الذاتي، موضحا "كنا لا نستطيع أن نفعل شيء في النظام السابق، ولابد أن تكون زراعة القمح هي الضوء الأخضر الذي يرفع كفاءة الفلاح ومصر بين العالم، فلابد أن تكون هناك رابطة للفلاحين تحقق الاكتفاء الذاتي من القمح، وتغير سياسة النظام السابق التي كانت تزرع نباتات عطرية وخمور بدلا من القمح".