في يوم بهيج ومتميز بالأنشطة والفعاليات وبحضور أكثر من 20 ألفا، احتفلت الجالية المصرية بالرياض بذكرى تحرير سيناء في مهرجان كبير تحت عنوان "سيناء في القلب" نظمه الاتحاد العام للمصريين بالسعودية. وشهدت شاليهات اليمامة على مشارف الرياض توافدا كثيفا للأسر المصرية منذ صباح أمس، وبمشاركة العديد من الشركات السعودية التي حرصت على الترويج لمنتجاتها أو التعريف بها في هذا التجمع الكبير. ومع مساء أمس بدأ الحفل الذي نظمه الاتحاد بهذه المناسبة وشهده أكثر من 20 ألف شخص، يتقدمهم أعضاء السلك الدبلوماسي بالرياض وأعضاء مكتب الدفاع المصري وعدد كبير من رموز الجالية المصرية في الرياض والخرج والقصيم والأحساء، وضيوف شرف المهرجان اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، والكابتن عبد العزيز عبد الشافي والشاعر هشام الجخ والشاعر عماد قطري والشاعر محمد حجازي والشاعر السيد الجزايرلي. وتنوعت فقرات الحفل حيث بدأ بالسلام الوطني والذي حرص المنظمون أن يكون بصوت كافة الحضور، تلى ذلك القرآن الكريم، ثم كلمة المهندس إمام يوسف رئيس الاتحاد العام للمصريين في السعودية، أشار فيها إلى جلال المناسبة وأهميتها، داعيا إلى أن تتبوأ سيناء مكانتها التي تليق بالتضحيات التي بذلت من أجلها والدماء التي سالت على أرضها، وما تتمتع به من إمكانات تاريخية واقتصادية، وأكد يوسف في كلمته عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين السعودية ومصر منوها بما تقدمه المملكة لأبناء مصر الذي يعيشون على أرضها من محبة وتقدير، وهو ما قاله خالد الشاذلي، نائب السفير المصري بالسعودية. ثم قدم طلبة مدارس العروبة العالمية عرضا مميزا من خلال لوحات تمثيلية وتشكيلات راقصة بالتحليق في الهواء في تحد من نوع جديد وكسر لحواجز الجاذبية والظلام، بعد ذلك وفي جو من البهجة والتفاعل استمع جمهور الاحتفال إلى عدد من الأغاني الوطنية للشابة المصرية هلا طارق التي ألهبت حماس الجماهير بصوتها المتميز وإحساسها العالي. بعد ذلك تم تقديم اللواء أركان حرب عبدالمنعم سعيد الذي تناول في كلمته قصصا عاشها من بطولات حرب أكتوبر، ثم تطرق إلى استراتيجية كل من الزعيمين عبد الناصر والسادات في تحرير أرض سيناء، وأكد على وطنية الزعيمين الراحلين رغم اختلاف الاستراتيجية لكل منهم، مشيرا إلى أن القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تمثلت في القرار السعودي خلال حرب أكتوبر بخفض إنتاج النفط، والقوة التفاوضية، وأخيرا التحكيم، كل ذلك يمثل أضلاع القوة المصرية التي استردت بها كامل تراب سيناء. ثم ألقى الكابتن عبد العزيز عبد الشافي كلمة حيا فيها جميع المصريين العاملين في المملكة، وهنأهم بالمناسبة الغالية، مؤكدا أنه لم يتردد لحظة في أن يلبي الدعوة ليكون بينهم في هذا الجو الرائع من الحضور والتفاعل. ثم استأنفت فقرات الحفل بالأمسية الشعرية التي تنوعت فيها المشاركات والقصائد بين العامية والفصحى، بدأت بمجموعة متميزة من قصائد العامية المصرية لشاعر العامية محمد حجازي، تلاه عدد من قصائد الفصحى للشاعرين المقيمين في المملكة سيد الجزايرلي وعماد قطري أمتعت الجماهير بجرعة منوعة من القصائد المميزة، وكان مسك ختام الحفل فقرة طال انتظار الجمهور لها وهي فقرة الشاعر الشاب هشام الجخ الذي عبر في بدايتها عن شكره لكل من قام بتعزيته في وفاة ابنته منذ أيام، مؤكدا أنه حرص على مشاركة أخوته في الرياض هذا الحفل الرائع مهما كانت الظروف، وألهب الجخ حماس جماهير الحفل من خلال إلقائه المتميز لباقة مختارة ومتميزة من قصائده الشهيرة.