حالة من الذعر والقلق انتابت سكان مدينة «المنزلة» بالدقهلية بعد إعلان وزارة الصحة عن سقوط أول ضحية لمرض «أنفلونزا الطيور» بالمدينة، خلال هذا العام، وزادت حدة التوتر مع حملة المسح الشامل المفاجئة التى شنتها مديرية الطب البيطرى على المنازل ومنطقة الوباء التى اعتبرتها المديرية «بؤرة للمرض» يمكن أن تتسبب فى ظهور إصابات جديدة. وكانت مديرية الصحة بالدقهلية قد أعلنت عن وفاة «خالد. ه» 29 سنة، تاجر حبوب، قالت المديرية إنه أصيب بالمرض منذ فترة، ونتيجة عدم ثقته فى المستشفيات الحكومية تردد على المستشفيات الخاصة، واكتشف الإصابة طبيب صدر بعد فوات الأوان. وقال الدكتور أحمد عجيلة، مدير الطب الوقائى بمديرية الصحة، إن الدكتور رائد متولى، إخصائى الأمراض الصدرية، اكتشف إصابة المريض وأبلغ مديرية الصحة فأخذنا عينات من الحلق والجوف للمريض لتحليلها والتأكد من إصابته بالمرض من عدمه فى المعمل المركزى لوزارة الصحة، إلا أن أسرته كانت ترفض منحنا العينات، فأكدنا لهم أن نتائج تحاليل الجهات الثلاث التى تتعامل معها وزارة الصحة فى مثل تلك التحاليل هى التى تحدد الإصابة من عدمه وهى المعمل المركزى لوزارة الصحة ومعهد الأبحاث الأمريكية «النمرو 3» وتحليل ثالث فى فنلندا، وجاءت النتائج إيجابية. وأضاف «عجيلة» أن المريض تم احتجازه بالمستشفى يوم الجمعة الماضى وتوفى يوم الاثنين، وهو نفس يوم وصول نتائج التحاليل ومع ذلك بمجرد الاشتباه فى إصابته بالمرض تم إعطاؤه عقار «التامفيلو» إلا أن حالته كانت متأخرة نظرا لأنه لم يتم علاجه بعد إصابته بالمرض مباشرة. ومن جانبه، قال الدكتور محمدين يوسف «مدير إدارة الطب البيطرى بالدقهلية»، «إن الضحية كان يربى الحمام ولا يوجد بالمنزل أى طيور وأخذنا عينات منه وأرسلناها إلى المعامل وكذلك أخذنا عينات من روث الحمام، ثم أجرينا مسحاً كاملاً للمنطقة ووجدنا أقرب 3 مزارع على بعد كيلو متر من منطقة الإصابة». وحذر الدكتور سامى طه، نقيب الأطباء البيطريين، من سوء التعامل مع المرض وضياع المسئولية بين وزارة الزراعة ووزارة الصحة، وقال «إن ذلك أدى إلى استيطان المرض فى مصر فى الوقت الذى تخلصت الدول العربية وإسرائيل منه بينما عندنا أعلى نسبة وفيات فى العالم بين المصابين». وفى السياق نفسه، استقبل مستشفى الصدر بالمنصورة 8 حالات للاشتباه فى إصابتهم بمرض أنفلونزا الطيور بعد أن ظهرت عليهم أعراض المرض. ومن جهته، كشف الدكتور عمرو قنديل وكيل أول وزارة الصحه للطب الوقائى ل«الوطن»، عن أن إجمالى المصابين بأنفلونزا الطيور منذ ظهور المرض عام 2006 يبلغ نحو 172 حالة توفى منهم 62 حالة، لافتا إلى أن العام الحالى شهد إصابة 3 حالات جديدة توفيت منها حالتان، وأنه تم اتخاذ إجراءات البحث والتقصى الوبائى للمخالطين للحالة الأخيرة المتوفاة بالدقهلية. ولفت الدكتور أسامة سليم، رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، إلى أن المزارع المصابة بأنفلونزا الطيور فى مصر تصل نسبتها إلى 15%، فى ظل وجود نحو 60% من المزارع لا تخضع لمعايير الأمان الحيوى وهى مزارع ملاصقة للمدن تم إنشاؤها بعد ثورة 25 يناير.